شلال الاخبار..الخبر لحظة بلحظة

    تحميل صور الاخبار

    من دمشق إلى غزة.. عباس عراقجي يكشف رؤى إيران الاستراتيجية في الشرق الأوسط والتحديات المستقبلية

    منذ 5 ساعة (20-12-2024 14:29:02) (سياسة)
    في هذا الحوار الحصري، يسلط السيد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني السابق، الضوء على أبرز القضايا السياسية التي تشهدها المنطقة. من خلال خبرته الطويلة في الدبلوماسية الإيرانية، يشاركنا رؤيته حول الدور الإيراني في الأزمة السورية، وتحليل التحولات الإقليمية، بالإضافة إلى موقف طهران من الأزمات في لبنان وفلسطين واليمن. كما يتناول عراقجي في هذه المقابلة العلاقات الاستراتيجية بين إيران ودول المنطقة، ويستعرض التحديات التي تواجه محور المقاومة في ظل التطورات المتسارعة.وإلى نص الحوار:مشاهدينا الكرام أهلا وسهلا بكم إلى هذه المقابلة الخاصة التي نجريها مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، معالي الوزير أهلا وسهلا وشكرًا ليكم على إتاحة هذه الفرصة، نبدأ بالحديث عن الأوضاع في سوريا. دعمكم غير المحدود للرئيس الأسد، هل تعتقد أن هذا ساهم في بقاء النظام أو أنه كان سببًا في سقوطه؟- عراقجي: أعتقد أنه علينا النظر إلى التطورات التي حدثت في سوريا عمن زاويتين اثنتين، الأولى أنها تأتي في إطار مشروع ضخم وعملاق وكبير تخطط له كل من أمريكا وإسرائيل في المنطقة برمتها، من خلال هذا المشروع يحاولون أن يضعفوا دول المنطقة وأن يستنزفوا إمكاناتها من خلال هذا المشروع. إنهم بصدد القضاء على أي نوع من المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ركزوا معي ماذا يحصل اليوم والأوضاع التي أوجدوها بدءا من العراق، وليبيا والسودان وفي كل مكان في لبنان واليمن وسوريا. أنني أقول في ظل كل هذه التطورات مخطئ من كان لا يرى هذه الأيد الأمريكية والإسرائيلية في التطورات الحاصلة في سوريا.س: ولكن هل يعني ذلك أنكم تلومون أمريكا وإسرائيل فقط؟ هل هناك مسئولية على الرئيس بشار الأسد أيضا؟ - كنت أحب أن أوضح لكم الزاوية الثانية.. الزاوية الثانية هي في الحقيقة مرتكزة إلى التطورات في الداخل السوري وكذلك مرتبطة بالحكومة السورية والشعب السوري. نحن دخلنا في سوريا بدعوة من الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب والمجموعات الإرهابية في هذا البلد ولا سيما داعش، وأنتم تذكرون عندما دخلت هذه المجموعات الداعشية من العراق إلى سوريا وهذا التهديد الكبير الذي أوجدته داعش بارتكابها هذه الأعمال الإرهابية حيث تشكل تحالف دولي ضد داعش.نحن بدعوة من العراق دخلنا إلى العراق وبدعوة من سوريا كذلك دخلنا إلى سوريا وعندما تم القضاء على هذه المجموعات الإرهابية في تلك البلدان رجعنا، ولم يكن لدينا أي نوع من التدخل على الإطلاق في الحكومة السورية وكيفية تعاملها مع الشعب السوري أو كيفية تعاملها مع المعارضة السورية عندما تخلى الجيش السوري عن القتال، نحن لم نقدم إثر ذلك على شئ ولم نكن مخولين أصلا للتصدي لهؤلاء المعارضة.س: هل تقصدون عندما انسحب الجيش من مواقعه؟- الجيش السوري هو الذي قرر الانسحاب لم نكن نحن في الموقع في الحقيقة لم نعمل شيء بدل الجيش السوري ولا يفوتني أن أشير إلى مسار آستانا في هذا الصدد حيث وبالشراكة والتعاون مع تركيا والجانب الروسي بذلنا جهودا في الحقيقة لتسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية والمعارضة لكن في نهاية المطاف هذا كان قرار الحكومة السورية.س: تصريحات ما حدث لم يكن مفاجئا وله جسور حقيقية تمتد 12 عاما هل قدمتم للأسد نصائح؟- كما ذكرت نحن في إطار مسار آستانا، بذلنا كثير من الجهود فيما يخص العملية السياسية في سوريا والإصلاحات السياسية، وفي هذا الإطار قدمنا الكثير من النصائح. وإنني بنفسي أكثر من مرة في الحقيقة ذكّرت كل وزير خارجية سوريا والرئيس بشار الأسد بأن يدخلا في مفاوضات مع الجانب التركي.إلا أن الحكومة السورية وفي مقدمتها بشار الأسد لم تكن موافقة على الخوض في مفاوضات مع الجانب التركي وكذلك مع المعارضة. وفيما يخص الجانب التركي بشار الأسد كان يرى أنه لا مفاوضات مع الجانب التركي إلا بعد انسحاب تركيا من أراضي سورية ولكن على أي حال كنا سبب تحقيق هذه المفاوضات مع الجانب التركي.آخر مرة التقيت فيها ببشار الأسد كان قبل سقوط دمشق بأسبوع وفي هذا اللقاء الأخير، قدمت نصيحة بإجراء مفاوضات مع الجانب التركي وقلت في هذا اللقاء إن الجيش السوري حاليًا معنوياته في الحضيض وأن على بشار الأسد رفع معنويات جيشه، وكذلك عندما التقيت وزير الخارجية السوري في العراق عاودت تلك النصائح من جديد ولكن الوقت كان داهم ولم يكن هناك فائدة من ورائها.س: الأسد يرفض نصائحكم أم أنها جاءت متاخرة؟- لا نحن في الحقيقة قدمنا هذه النصائح منذ فترة طويلة فيما يخص كيفية تعامله مع الشعب السوري وفيما يخص تعامله مع المعارضة وكذلك مع الجيران وكنا دوما نقدم له مثل هذه النصائح، كما قلت علاقتنا بسوريا والنظام السوري لم تكن علاقة نملي من خلالها إرادتنا.أنني أتذكر بعد أخر لقاء لي مع بشار الأسد، عدت وزرت أحد المطاعم السورية الشعبية وفي هذا المطعم أكلت وجبة شاورما وجلست مع الشعب السوري إيمانا مني بأنه يجب استمرار التعامل مع أبنائه. لا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى زيارتي الأخيرة إلى مصر عندما أتيت إلى مصر دخلت إلى إحدى المطاعم المصرية الشهيرة وتناولت وجبة الكشري الشهيرة.س: نشرت صورة دمشق تعطي رسالة للعالم؟- الأمر ليس هكذا عندما زرت هذا المطعم كانت هناك شائعات أثيرت في سوريا بأن انفجارا ما حصل في دمشق لقد قصدت أن أزور هذا المطعم لدحض كل هذه الشائعات وأقول إن سوريا يسودها الأمن وأن الشعب يعيش بكل هدوء في بلدهس: أنتم وروسيا أقرب الحلفاء إلى سوريا بماذا تفسرون عدم الاستماع إلى النصائح؟- الحكومة السورية كانت حكومة مستقلة في قراراتها نحن كنا نعطي الرأي ونقدم المشورة اللازمة لهذا البلدتذكرون صدام حسين في العراق، فهو قد فعل ما فعل في الكويت على الرغم من النصائح المقدمة له حتى من قبل مصر وشهدتم. أنني لست بصدد المقارنة. ما أقوله أن كل دولة تملك قرارها.س: كانت لكم مصالح في سوريا؟- صحيح لكن ما الذي كان يجب علينا فعله؟ هل كان علينا أن نشن حربا؟س: عودة إلى اللقاء الأخير هل طلب منكم الأسد مساعدة عسكرية؟- أكثر شيء كان يركز عليه هو رفع معنويات جيشه قبل المساعدات العسكرية. لو كان الجيش استمر في صموده فمثل هذه المساعدة العسكرية كانت ستصبح في مكانها. مثل ما كانت تصبو إليه روسيا على سبيل المثال لا الحصر عندما كانت تتصدى عبر مقاتلاتها الحربية للمعارضة هنا وهناك، مثل هذه المساعدات في الحقيقة كانت ممكنة في وجود طبعا جيش.س: لم يكن هناك جيش في سوريا؟- آسف على القول إن معنويات الجيش السوري انهارت تماما وأنه استسلم نهائيا دون أي مقاومة تذكر.س: متى أدركتم أن نظام الأسد سينهار؟- ماذا تقصدون بهذا السؤال وما الفرق في ذلك؟أقصد متى أردكتم في إيران بأن هذا النظام سينهار قريبا؟في الأيام الأخيرة من عمر النظام فهمنا بأن الجيش السوري ليس لديه الإمكانية للمقاومة والتصدي أكثر من ذلك. وفي هذا الصدد المؤامرات الأمريكية والصهيونية بالنسبة لنا جلية وواضحة تماما.. هناك عقوبات اقتصادية أمريكية منذ سنين وهي التي أضعفت سوريا واقتصادها تماما، وللأسف الحكومة السورية لم تتمكن - على عكس إيران - من الالتفاف على هذه العقوبات الظالمة، والتصدي لها ومقاومتها من خلال القدرات التي كانت تملكها.س: المساعدات التي كنت تقدمونها إلى سوريا؟- نعم نحن قدمنا مساعدات إلى الحكومة السورية ولكن ليس بالقدر الذي تشيرون إليه. أعود وأكرر هذه الجزئية وأن أصحح هذا الخطأ الذي يتكرر أنتم تذكرون سوريا وكأنها دولة تابعة لإيران، في حين أنها كانت سيدة نفسها ودولة مستقلة في قراراتها.س: النفوذ الإيراني والنفوذ الروسي كان واضحا للجميع؟- نعم كنا أصدقاء لسوريا وما زلنا أصدقاء للشعب السوريس: علمتم أن النظام سينهار هل هذا يدل على فشل استخباراتي إيراني؟- الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية سبق وأن أنذرت الحكومة السورية في وقتها وقبل الأحداث. لقد رفعنا التقارير الأمنية فيما يخص التطورات الجارية من قبل تلك المجموعات المسلحة في إدلب وتحشيد عناصرها والمساعدات الواصلة إليها وتحركاتها وقدمناها للجانب السوري وحسب معلوماتنا فإن الجانب الروسي أيضا زود الجانب السوري بكل هذه المعلومات سابقا، وبناء على هذه المعلومات وجدنا أن الجيش السوري وجّه كامل قوته الكبرى نحو ما يحصل في إدلب.س: بشار قال سابقا إن دمشق تجيد اختيار حلفاءها.. سؤالها هل طهران تجيد اختيار حلفائها؟- كل من سوريا وإيران وروسيا كانت لديهم علاقات جيدة وتعاون بناء في المنطقة وفي إطار العلاقات الدولية، مثل هذا الصعود والنزول كثيرًا ما يحدث.. على أي حال الحكومة السورية وعلى إثر ارتكابها الأخطاء المتعددة وكذلك إثر الضغوط الأجنبية، التي كانت تفرض عليها من كل مكان لم تستطع الصمود ووجدنا أنها انهارت في نهاية المطاف.س: وزير الخارجية التركي يقول إن بشار تلقى اتصالا لمغادرة دمشق؟- هناك معلومات متناقضة تثار دائما هنا وهناك. لم يحدث أي اتصال بهذا الخصوص معنا.س: هل عرضتم على بشار الأسد اللجوء؟- قبل الرد على هذا السؤال أريد أن أطرح عليكم سؤالا.. أنتم خلال هذه المقابلة أكثر من مرة تركزون على أن سوريا كانت حليفة لإيران، وأن إيران كانت حليفة لسوريا، هل بإمكانك أن تقول لي إن هذا الحلف الذي كان بيننا وبين سوريا كان ضد من؟!س: هذا ليس يعيبكم كل الدول لديها تحالفات؟- هذه القوى التي قصدتها من هم؟ ومن هي؟س: كنتم في حلف يتصدى لأمريكا وإسرائيل؟- لا داعي للخجل أود الإشارة والتأكيد على أن هذا التحالف كان ضد إسرائيلس: هذا ما كان معلوما إعلاميا.. هل الأسد أطلق رسالة واحدة على إسرائيل؟- في أي نوع من المجابهة أو المواجهة أي طرف له مسئولية مستقلة عن مسئولية الطرف الأخر. هناك مدرسة في المنطقة تسمى مدرسة المقاومة.. المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. هناك قوى ومجموعات تتحالف فيما بينها وتتعاون ضد الاحتلال الصهيوني. هذا المحور - محور المقاومة وجه ضربات ضخمة وكبيرة ضد إسرائيل.س: مثل ماذا؟- مثل طرد إسرائيل من الجنوب اللبنانيس: إسرائيل الآن موجودة في الجنوب اللبناني!- إسرائيل منذ سنين طويلة احتلت الجنوب اللبناني وحزب الله طردهم من هناك، وفي الآونة الأخيرة إسرائيل حاولت مرة أخرى التقدم لاحتلال الجنوب اللبناني لكن المقاومة تصدت لها على الرغم من الضربات، التي تلقتها المقاومة وتحديدا حزب الله، أثناء الحرب الأخيرة ولكنها صمدت ووضعت إسرائيل عند حدها، وما استطاعت إسرائيل أن تتقدم إلى الجنوب اللبناني حتى وقف إطلاق النار، هذا هو الحلف وعنوانه مقاومة إسرائيل.إسرائيل نجحت في توجيه ضربات لهذا الحلف.. لا أفهم أن هناك من يسعد بهذه الضربات لهذا الحلف،. هذا التصدي للكيان الصهيوني كان في الماضي وسيستمر في المستقبل وليست هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها أن حزب الله يفقد قياداته.. لقد استشهد زعيمه السيد عباس موسوي وعلى الرغم من هذه الخسارة وجدنا أن حزب الله يتقدم إلى الأمام ويتطور يوما بعد يوم. هذه هي المقاومة.. نعم نحن فقدنا إحدى حلقات المقاومة لكن المقاومة مستمرة وهي عملية كر وفر.س: كيف يمكن أن نصور للمواطن العربي أن حزب الله انتصر؟- ما قلته آنفا هو معناه بأن الكفاح ضد الكيان الصهيوني مستمر وهذا الكفاح تمر به مراحل هزيمة وانتصار. إن الدول العربية انتهجت مسارات مختلفة ومتعددة فيما يخص مواجهة الاحتلال الصهيوني للأراضي، حيث دخلت حروب تقليدية مع إسرائيل ولكنها لم تكن ناجحة!س: مصر استردت أراضيها؟- نعم استردت أراضيها نفسها ولكن لم تفعل شيئا تجاه فلسطينس: تقول إن مصر لم تفعل شيء لفلسطين؟!- لا أتحدث عن مصر إني أقصد فلسطين، وتحديدا انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، سبق أن هذه الدول جربت الحروب التقليدية ولكنها لم تكن لها فائدة.. وجربت مسار المفاوضات والتسوية مع إسرائيل وأيضا لم تؤتي أكلها.. في هذا الإطار المقاومة كانت المسار الثالث للتصدي لإسرائيل. لقد حققت المقاومة انتصارات ولكنها تلقت أيضًا بعض الضربات.. إذا كان لديكم أي مقترح للتصدي لإسرائيل وتحرير الأراضي الفلسطينية أعطني هذا المقترح.الحرب الأخيرة لم نبدأها نحن ولا حزب الله ولا سوريا. بل حماس التي بدأتها. أكثر من مليوني إنسان مسجون في غزة.. أنتم جيران غزة وأدرى منا بكثير فيما يجري في هذه المنطق .. إن الشعب الغزاوي اختار المقاومة، أكثر من 50 ألف شهيد سقط ولكنهم لم يستسلموا ونحن لم نأمرهم بذلك بل هو قرارهم. إسرائيل لم تتمكن من هزيمة حماس بعد 14 شهرًا ولإطلاق سراح أسراهم مضطرون لإجراء مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية.. هذا هو القرار الذي اتخذته حماس دون أخذ المشورة منا أو من حزب الله..إن حزب الله وإسناده للشعب الفلسطيني المظلوم دخل إلى الحرب ودفع الثمن باهظا ولكن هذا القرار من حزب الله كان قراره بنفسه.. واليمنيون كذلك دخلوا إلى هذه الحرب عن طريق البحر دعما لفلسطين ليس جريمة ترتكبها إيران عندما تقدم الدعم لدول محور المقاومة في التصدي للكيان الصهيوني .. إن سوريا حاليًا خرجت من هذا المحور وأنني أعتقد بأن كل الذي يناصر القضية الفلسطينية ينبغي أن يكون قلقا من هذا الخروج .. نحن لا نؤيد كيفية تعامل الحكومة السورية وبشار الأسد مع شعبه والمعارضة ولكننا لا ننكر الدور الذي كانت تقوم به الحكومة السورية في دعم المقاومة.س: حديثك عن محور المقاومة حماس وحزب الله وسوريا.. الآن بعد كل هذه التطورات ماذا تبقى من هذا المحور؟- هذا السؤال ينبغي أن يطرح من أعضاء المحور نفسه نحن لم نفرض أي شئ على أي حد .. هذا القرار اتخذوه هم بأنفسهم ونحن دعمنا ذلك. إذا هم فعلا لا يرغبون في الاستمرار فنحن لا نملك آلية نتحكم من خلالها بهم. هذا خطأ يرتكب بحق محور المقاومة.. عندما يروج البعض بأنهم أدوات بيد إيران.س: أليس كذلك؟- لا.. الشيء الذي يربطنا بهم عنوانه القضية والتطلعات المشتركة.. إذ هم لا يرغبون في الاستمرار في هذا النهج فليس لدينا آلية لفرض إرادتنا عليهم ولا نرغب في الأساس في التدخل.. هناك قضية مشتركة تجمعنا وهي التصدي للكيان الصهيوني وتحرير الأراضي الفلسطينية وتحقيق تطلعات الفلسطينيين فكل من يقف مناصرا لهذه القضية سنكون معه.. وسندعم اي دولة عربية أو إسلامية تشاركنا هذا النهج.وفي هذا الإطار تربطنا مع مصر أمور مشتركة متعددة.. كنا وما زلنا نقدر النضالات التي خاضها الشعب المصري والأنظمة المصرية المتتالية وكنا وما زلنا ندعم هذه الجهود المصرية الكبيرة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.س: بعد ما جرى في قطاع غزة ولبنان وسوريا ماذا تبقى من محور المقاومة؟- ما تبقى من محور المقاومة هو القضية نفسها والهدف المشترك وقاعدة شعبية صلبة. رغم كل المعاناة والضغوط لم نجد الشعب في غزة يخرج في تظاهرات ضد حماس.س: هناك كثيرون لا يرضون عما قامت به حماس.. هناك معارضون كذلك لحزب الله؟- لم أتحدث عن حزب الله .. في الجنوب اللبناني وتحديدًا الشيعة في لبنان لا يزالوا يدعمون حزب الله، وهناك قاعدة صلبة لحزب الله لدى الشيعة وهذه القاعدة مستمرة وقائمة.. نستطيع أن نقول إن هناك هدفا مقدسا لا يزال موجودًا.س: الشيعة ليس كلهم لبنان هناك طوائف أخرى في لبنان.. ليس من الضروري أن يكون هؤلاء كلهم مع حزب الله؟- لم أتحدث عن لبنان.. لكن كنت أتحدث عن حزب الله. حزب الله لا يزال يحتفظ بأسلحته وقاعدته الاجتماعية وكذلك مقاتليه وقراره.س: هل حزب الله سيمتلك في المستقبل أيضا قرار السلم وقرار الحرب؟- حزب الله هو الذي يقرر في هذا الخصوص .. نحن لا نفرض عليه أي شئ.. مازلت تكرر نفس الأخطاء وتتخيل أن هناك حلفا سياسيا ما لدى البعض.س: عفوا ليس أنا من يتخيل هناك كثيرون في العالم العربي والعالم ينظرون إلى هذه العلاقات التحالفية؟- أعود وأكرر مرة أخرى المقاومة مكونة من قوى مستقلة تجتمع وراء هدف مشترك ولتحقيق هذا الهدف هذه القوى تتعاون فيما بينها وليست بالضرورة أنها متفقة في كل وجهات النظر بصورة متطابقة في كافة الأمور والأهداف.. على سبيل المثال حماس وأنتم تعلمون معتقدات حماس السياسية وتعلمون أيضا صلة حماس وعلاقتها بالقوى السورية الحالية التي تسيطر على الموقف .. هناك كثير من الاختلاف بين حزب الله وحماس وفي اليمن كذلك نفس الشيء.الأمر ذاته ينطبق على الفصائل العراقية المختلفة ولكنها في الحقيقة تشترك في هدف واحد وإيران تدعمها في إطار هذا الهدف.. وهذا الأمر لا يعني أن كل ما تقوم به هذه القوى مدعوم من إيران في المطلق، ولا تعني أننا نتخذ القرار بدلا عنهم.. الجميع لديه قراراته الخاصة.س: أنتم تدعمون هذه الحركات لزيادة نفوذكم ؟- لنفترض أن سؤالكم صحيح وفي محله وأننا نبحث وراء نفوذنا ولكنني أتساءل هذا النفوذ ضد من؟ ضد الكيان الصهيوني.. نحن نوظف كل إمكانياتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية في إطار هدف واحد وهو التصدي للكيان الصهيوني؛ إذ كان هناك نفوذ إيراني فعنوانه روحي وفكري تحقيقا لذلك الهدف المشترك.س: كثيرون لن يقتنعوا بهذه الإجابة ولكنني أتحول إلى سؤال آخر.. ما هو تصوركم لدولة سوريا؟- أولا ردًا على تعليقك لا يجوز أن يقتنع الجميع.. هذه طبيعة الإنسان، إما أن يقبل أو لا يقبل، وفي الحقيقة من السابق لأوانه التحدث عن مستقبل سوريا الآن.. هناك مبادئ أعتقد أنها مشتركة لدى الكثير من الدول ولاسيما بين كل من إيران ومصر فيما يخص سوريا.. ما نتوقعه نحن في المنطقة وأنتم في مصر الحفاظ على سلامة أراضي ووحدة سوريا وعدم تفكيكها. وأن لا تتحول إلى بؤرة للإرهاب، وتهدد جيرانها وأن تكون الحكومة المستقبلية في سوريا حكومة شاملة لكل الطوائف السورية المشاركة والمساهمة في الدولة .. كلنا أمل أن تتشكل مثل هذه الدولة.هناك بعض العوامل التي تجعلنا قلقين .. العامل الأول الهجوم الصهيوني على سوريا والقضاء على كافة مقومات هذا البلد من البنى التحتية وغيرها. نستطيع القول أن الإمكانيات الدفاعية السورية بكمالها قد انهارت تماما وأن الجيش السوري انتهى.. وللأسف أن الأسلحة والمعدات الخفيفة من الجيش السوري الآن أصبحت منتشرة في كل شارع.. والناس يقومون ببيعها وشرائها بكل سهولة .. هناك احتمالية واردة لعودة داعش من جديد وغيرها من المجموعات الإرهابية في سوريا.. ويسارونا هذا القلق كثيرًا أن سوريا تتحول إلى دولة يعمها الفوضى.. مثل هذه الحالة تهدد الدولة السورية وجيرانها والمنطقة برمتها.. نحن نتمنى من كل أولئك الذين أوصلوا سوريا إلى الوضع الراهن أن يتصرفوا بمسئولية.س: هل هناك خطر من بقاء الدولة السورية كما هي هل هناك خطر من تقسيم سوريا؟- أعتقد أن هذا الخطر وارد.. هناك إرهاصات في هذا الخصوص وهو يأتي في إطار مشروع أميركي وصهيوني مخطط للمنطقة حيث إنهم يريدون تقسيم الدول في المنطقة إلى دويلات صغيرة.س: هناك تقارير عن استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة لليمن؟- نعم سمعنا مثل هذه الأخبار وهذا يأتي في إطار تأكيد ما قلته بأن إسرائيل هي التهديد الأكبر للمقاومة.س: ماذا ستفعلون إزاء ذلك؟- نحن ندعم اليمنيينس: هل ستستمرون في هذا الدعم؟- قدر المستطاع في هذا الدعم وما زلنا سنقدم الدعم.. أعتقد أن اليمنيين لديهم إمكاناتهم الخاصة بهم.. تعلمون جيدا أن ارتباطنا باليمن في غاية الصعوبة، حيث أستطيع القول إنه لا يوجد أي نوع من الإمكانية بالاتصال والارتباط باليمنيين.. أعتقد أن اليمنيين هم يستطيعون بأنفسهم الدفاع عن أنفسهم.. ما قاموا به من دعم ودفاع عن الشعب الفلسطيني كان عمل كبير وجبار علينا احترام ما قاموا به.س: كيف تلقيتم التقارير الإعلامية التي تتحدث عن تصريحات نتنياهو توجيه ضربة قوية لإيران؟- سبق وأن قلنا مرارا وتكرارًا أننا سنرد بالمثل على كل هجمة أو عمل إسرائيلي ضدنا. وأنهم يعرفون جيدًا إمكانياتنا.. حاولت إسرائيل مرارًا جر المنطقة لحرب شاملة.. ونحن في هذا الإطار تصرفنا تصرفًا ذكيا , دول المنطقة بأكملها تعلم جيدًا أهداف إسرائيل وأتمنى ألا نصل إلى تلك النقطة.س: هنا تصريحات من نتنياهو هو يتحدث بكل فخر عما فعله في قطاع غزة سوريا ولبنان وأن هناك شرق أوسط جديد؟مثل ما قلت في بداية حديثي هناك مشروع أمريكي إسرائيلي كبير مخطط لكامل المنطقة.. حيث يريدون من خلال هذا المشروع إضعاف إمكانيات المنطقة بكاملها وأن يشغلوا دولها بعضها ببعض .. هنا يجب أن تكون دول المنطقة على درجة عالية من الحيطة والحذر وتكون قادرة على تمييز عدوها.س: عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟ - من السابق لأوانه أن نتكهن بذلكس: ماذا عن البرنامج النووي الإيراني؟ - ما زلنا ننتظر قرار تلك الأطراف التي دخلنا في مفاوضات معها، وهذه الأطراف معروفة 5+1 مكونة من 3 دول أوروبية والصين وروسيا والجانب الأميركي الذي انسحب من المجموعة. نحن على ثقة تامة بسلمية الملف النووي ولا مانع لدينا من إشراك الآخرين. لم نتخل عن طاولة المفاوضات على الإطلاق حتى بعد الانسحاب الأمريكي وما زلنا مستعدين لدخول مفاوضات مشرفة على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة.س: إيران وتغيير عقيدتها العسكرية؟- ليس لدينا مثل هذا البرنامج حاليًا.. عقيدتنا العسكرية والأمنية ليست مبنية على امتلاك الأسلحة النووية على الإطلاق سبق أن قلنا ولا نزال ندافع عن أنفسنا من دون اللجوء إلى الأسلحة النووية.. والسلاح الرئيسي لدينا هو الشعب.س: سياسة طهران ستكون إدراة العداء وليس إنهاء؟- قلت هذا التصريح فيما يخص أميركا هناك قضايا بين إيران وأميركا لن تحل والسبب في ذلك يعود إلى السياسة السلطوية الأميركية.. هناك قضايا ومسائل أخرى لن تحل ولكن بالإمكان إدارتها.. حيث يمكن الوصول إلى بعض الحلول بطرق سلمية تفاديا للتصعيد.. وهذا يأتي في إطار العمل الدبلوماسي..س: كتابه قوة التفاوض؟إيران تتمتع بقدرات كثيرة، إن القدرات الوطنية هي الداعم الأساسي للدبلوماسية .. سواء كانت دفاعية أو عسكرية أو اقتصادية..إيران دولة مترامية الأطراف، ولها تاريخ طويل وحضارة عريقة مثل مصر.. هناك إمكانيات كبيرة تتمتع بها مصر والأمر نفسه ينطبق على الشعب الإيراني والدولة الإيرانية.. يجب علينا اكتشاف مثل هذه القدرات وترجمتها على أرض الواقع.س: إيران قوة محلية ولسنا قوة إقليمية لم نعد نمتلك نفوذ إقليمي؟- السيد إبراهيم متقي من المحاضرين والأساتذة الكبار في إيران وفي إيران توجد حرية تعبير.. المجتمع الإيراني محايد من ناحية الأفكار السياسية هناك وجهات نظر متنوعة ومتعددة وأحيانا متناقضة.. أعتقد مثل هذا التنويع في الأفكار رمز لتطور أي بلد.. لعلكم تابعتم الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران، وما حفلت به من نقاشات ساخنة. واللافت في الأمر لم يكن هناك أي شخص بأمكانه أن يخمن من الذي سيفوز في الانتخابات إلى أن ظهرت النتيجة.س: آفاق العلاقات الإيرانية العربية؟- أحد أهم محاور سياسة إيران الخارجية بشكل عام وتحديدًا هذه الحكومة الإيرانية الجديدة مبنى على إقامة حسن التعامل مع الجيران. الدول الجارة تعني كل دولة في آسيا والشرق الأوسط، هذه السياسة بدأت في عهد الحكومة الإيرانية السابقة ، برئاسة الشهيد رئيسي، وقبل أحداث غزة، اعتقد هناك أساس متين لإقامة علاقات جيدة مع الدول المجاورة..واعتقد أنه يمكن أن تصل في ذروتها إلى التحالف.. طبعا هناك مشوار طويل أمامنا ولكننا نستطيع أن نمشي فيه خطوة بخطوة.. اعتقد من بين تلك الدول مصر التي تحظى لدينا بمكانة خاصة. للأسف ومنذ سنين طوال ليس هناك علاقات دبلوماسية رغم وجود روابط كثيرة مشتركة بيننا ومواقف متطابقة في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية. طول العام الماضي العلاقات أصبحت أكثر تقاربا من أي وقت مضى .. لقد جمعتني أكثر من10لقاءات ومقابلات مع أخي بدر عبد العاطي وزير الخارجية خلال الشهور الماضية ، بينا كثير من المشاورات فيما يخص القضايا السائدة في المنطقة. أعتقد هناك أرضية مشتركة متوفرة بينا.. و بدأنا نخطو خطواتنا باستمرار وبهدوء ..إيران ومصر تعتبران دولتين عظيمتين في المنطقة.. التعامل الثنائي بيننا سيكون له فوائد جمة للمنطقة برمتها.. نحن مستمرون في هذا التعاون بغض النظر عن طبيعة العلاقات.. س: تحالف بين إيران ومصر والسعودية لمواجهة القوى الرجعية مثل جماعة الإخوان ؟ يمثل الإرهاب تهديدا وخطرا كبيرا على كل المنطقة وباعتقادي أن جميع الدول تتفق على ذلك، وعلى ماهية هذه الجماعات الإرهابية .. داعش تعتبر من هذه الجماعات والكل مجمع على أنها خطر داهم وكبير على المنطقة بأكملها وقد تم تشكيل تحالف دولي ضدها .. الكل يعلم أن الفضل في القضاء على داعش في العراق وسوريا كان بسبب الدعم الإيراني المستمر وفي مقدمته الدعم الذي كان يقدمه الشهيد قاسم سليماني.. أعتقد أنه بأمكاننا تشكيل تحالفات إقليمية بين الدول الاقليمية ضد مخاطر الإرهاب و التهريب والقضايا الأمنية .. الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هو بناء الثقة بين أنفسنا ..بدوري أبذل قصارى جهدي لتحقيق هذا ..وأعتقد أنه توجد حاليا ثقة كبيرة أكثر من أي وقت مضى.. بيننا وبين السعودية وبينا وبين مصر..وبقية دول المنطقة .. وأن شاء الله نستمر في هذا ..

    تابعونا..