«مباراة ودية» تنتهي بفكرة دورة الخليج بمباركة خالد الفيصل ومحمد آل خليفة
منذ 3 ساعة (18-12-2024 21:38:24) (رياضة)الخراشي كسر النحس.. والطوخي بصمة تدريبية خالدة
ترتبط دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم بعلاقة وثيقة مع تاريخ الانطلاقة الرسمية للكرة السعودية ومنتخبها الأول في مشاركاته الخارجية والمستمرة بصورة منتظمة منذ أكثر من نصف قرن وتحديداً منذ انطلاقة البطولة الأولى على أرض مملكة البحرين الشقيقة عام 1390هـ - 1970م، وامتدت حتى اليوم مع بدأ العد التنازلي لافتتاح النسخة الـ26 على أرض الكويت الشقيقة بعد غد (السبت) في الفترة من 21 ديسمبر 2024م وحتى 3 يناير 2025م وسط آمال سعودية عريضة تتطلع لإحراز اللقب الرابع للصقور الخضر في هذه المسابقة.
خالد الفيصل فارس دورة الخليج
وبالحديث عن فكرة إقامة دورة الخليج التي كانت سعودية انبثقت من الأمير خالد الفيصل المدير العام لإدارة رعاية الشباب آنذاك ومستشار خادم الحرمين وأمير منطقة مكة المكرمة حينما زار المنتخب البحريني الشقيق الرياض برئاسة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير الداخلية ورئيس اتحاد الكرة البحريني آنذاك لخوض مباراة ودية مع منتخب المنطقة الوسطى بتاريخ 14 /4 /1968م انتهت بتعادل الطرفين 3/3، وفي حفل العشاء الذي أقامه سموه للأشقاء ألقى الأمير خالد كلمة عرض من خلالها فكرة إقامة دورة خليجية كروية تشارك فيها كل دول الخليج العربي.
الملك فيصل أيد فكرة الدورة
اتفق الأمير خالد الفيصل مع الشيخ محمد بن خليفة حول فكرة إقامة دورة الخليج التي أطلقها في كلمته في ذلك الحفل، ولقي سموه تشجيعاً كبيراً من والده الملك فيصل -رحمه الله- وأيده على إقامتها في البحرين، وطلب الملك من ابنه الأمير خالد الاتصال بالشيخ محمد بن خليفة لعرض أي مساعدة مادية أو فنية تحتاجها البحرين في سبيل إقامتها.
غياب الكأس 24 عاماً
استعصت هذه البطولة على المنتخب السعودي سنوات طويلة، وبعد 24 عاماً من بدئها نجح في الفوز بلقبها للمرة الأولى في تاريخه عام 1994م بالنسخة الـ 12 على أرض الإمارات الشقيقة.
وكرر (الصقور الخضر) نجاحهم باستعادة اللقب للمرة الثانية في الرياض عام 2002م في النسخة الـ 15 واحتفظ المنتخب السعودي باللقب الخليجي للمرة الثالثة في الدورة التالية على أرض الكويت الشقيقة في النسخة الـ16 عام 2003م.
وساهمت هذه الدورة في النهوض بمستوى المنتخبات الخليجية وإقامة المنشآت والملاعب الحديثة في دول منطقة من أجلها وحققت تلك الدول نجاحات قارية ودولية بفضلها، إذ توجت السعودية بكأس أمم آسيا ثلاث مرات، ووصلت كأس العالم، فضلاً عن نجاح قطر الشقيقة في احتضان المونديال العالمي الأخير الى جانب استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034م.
أحمد عيد بطل الإنجاز الاول
وحين نقلّب أوراق النجاحات الخضراء في تاريخ دورات الخليج نجد أن أول إنجاز سعودي كان لقباً فردياً حققه الحارس العملاق ورئيس اتحاد الكرة السابق الأستاذ أحمد عيد بفوزه بكأس أفضل حارس مرمى في الدورة الأولى 1970م.
زمن (الصاروخ) صامد في ذاكرة التاريخ
والإنجاز الثاني كان تسجيل المهاجم الهداف محمد المغنم (الصاروخ) أسرع هدف في تاريخ دورة الخليج بمرمى الإمارات بعد 17 ثانية من بداية المباراة في الدورة الثانية بالرياض 1972م، ولم يحطم هذا الزمن القياسي حتى اليوم.
هدف يخلد اسم العبدلي
كما سجلت تلك الدورة أوليات سعودية تاريخية بإحراز مهاجم المنتخب والنصر الأسبق محمد سعد العبدلي -رحمه الله- أول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج بمرمى الكويت بعد مضي 14 دقيقة على بداية المباراة التي خرج المنتخب السعودي منها بأول هزيمة في تاريخ المسابقة بنتيجة 1/3 عصر يوم 28 /3 /1970م.
سلطان مناحي أول كابتن
ونال الحكم الدولي الأسبق الأستاذ عبدالرحمن الدهام -شفاه الله- شرف أول حكم سعودي يشارك في تحكيم دورات الخليج. كما يعد قائد المنتخب والهلال الأسبق سلطان مناحي -رحمه الله- أول كابتن سعودي في تاريخ المسابقة بجانب المدرب الإنجليزي جورج سكنر الذي يعد أول مدرب يقود المنتخب السعودي في دورات الخليج.
الرمضان والعيسى أوائل المعلقين
وللتاريخ أيضاً يعد محمد رمضان وسليمان العيسى -رحمهما الله- أول معلقين سعوديين ينطلق صوتهما إذاعياً عبر موجات الأثير في الوصف والتعليق على مباريات المنتخب في الدورة الأولى. فيما كانت المباريات تسجل تلفزيونياً وتعرض فيما بعد.
الخراشي كسر النحس
وعلى مدى 24 عاماً استعصى لقب دورة الخليج على المنتخب السعودي وعانده الحظ كثيراً وهو ما منحه مساحة أوسع من الاهتمام والدعم الرسمي لكسر النحس وكسب لقب البطولة لأول مرة في أرض الإمارات العربية الشقيقة العام 1994م بأيدٍ تدريبية وطنية بقيادة المدرب القدير محمد الخراشي الذي دخل التاريخ الرياضي السعودي من أوسع أبوابه بهذا الإنجاز الذي تحقق بعد نجاح الصقور في وضع حد فاصل للنحس الذي لازم المنتخب السعودي طوال 11 دورة للمسابقة وتزامن هذا الإنجاز التاريخي للصقور مع وصولهم إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية في نفس العام 1994م بالولايات المتحدة.
الطوخي بصمة تدريبية خالدة
وبنظرة على نتائج المنتخب السعودي في أول مشاركة خليجية التي جرت في الفترة من 27 مارس إلى 3 أبريل 1970م جاءت مخيبة وأسوأ مما كان متوقع رغم قلة عدد المنتخبات المشاركة وبجانب المملكة شاركت الكويت وقطر والدولة المضيفة البحرين وظهر منتخب الكويت بمستوى رفيع وهزم المنتخبات الثلاثة بقيادة مدربه المصري الكبير طه الطوخي -رحمه الله- الذي دخل تاريخ المسابقة كأول مدرب يتوج بلقبها وترك منتخب الكويت بصمة خالدة وسجل أولوية بطولية في تاريخ كأس الخليج وخرج بالعلامة الكاملة بعدما سجل ثلاثة انتصارات على المنتخب السعودي (3/1) عن طريق لاعبيه محمود ديكسن الذي دخل التاريخ كأول لاعب يحرز هدفاً في المسابقة وأضاف زميليه جواد خلف ومحمد المسعود الهدفين الثاني والثالث.
وفازت الكويت بالمباراة التالية أمام قطر بنتيجة (4/2) بواسطة لاعبيه جواد خلف وخلف سطام وفاروق إبراهيم ومحمد المسعود كابتن المنتخب وهداف الدورة الأولى إلى جانب زميله جواد خلف برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما. وفي مباراته الثالثة نجح الكويت في التغلب على صاحب الأرض -البحرين- بنتيجة (3/1)، ونال جائزة أفضل لاعب نجم قطر خالد بلان، وحصل الحارس السعودي العملاق أحمد عيد على جائزة أفضل حارس.