نظمت الأمم المتحدة بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر، فعالية خاصة لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة ممثلا عن رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون.وقال تبون في رسالة قرأها نيابة عنه الوزير ربيقة: "يحل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذه السنة في ظرف خاص، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما في قطاع غزة، والذي دخل عامه الثاني وسط تقاعس دولي صارخ ومشين عن وضع حد لمخلفاته الفظيعة والتي داس بها ومعها المحتل الإسرائيلي على كافة المواثيق والأعراف".وأضاف "على قدر كل هذه الآلام والمحن الشديدة التي يكابدها، يصنع الشعب الفلسطيني الشقيق، على درب الشعوب الثائرة والتواقة لحريتها، معجزته الخاصة، فهو يأبى التسليم للأمر الواقع، ويهتف بحقوقه من المعتقلات والجبال والأنقاض ومن تحت الأراضي ويستمر في مقارعة الحصار والتجويع والقصف والتنكيل بصبر وإباء، وسلاحه في كل هذا إيمانه القوي بعدالة قضيته وبشرعية ومشروعية مطالبه".ورأى أن ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية الماثلة أمامنا باهظ، وسيكون في الغد أبهظ، وإن عدم تمكن المجموعة الدولية من فرض قرارات الشرعية الدولية على المحتل الإسرائيلي لا يهدد فقط قواعد منظومة دولية أنشأها آباء حكماء وعملت أجيال متعاقبة على ترسيخها، لكنه كذلك يدفع نحو تأسيس منظومة منفلتة تحتكم في المطلق لمنطق القوة وتتصحر معها كل موازين العدالة والقانون.وأكد دعم الجزائر الثابت والراسخ للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع على طريق انتزاع حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مثلما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية.وشدد على ضرورة محاسبة المحتل على جرائم الإبادة والحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ما فتىء يقترفها في حق الشعب الفلسطيني، ورفض وإدانة أي محاولة يائسة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس الشريف، بكامل مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وستواصل الجزائر، من خلال عضويتها الجارية في مجلس الأمن، الدفاع بصوت عال عن موقفها هذا المتسق تماما مع مبادئها الثابتة ومع التزاماتها تجاه ميثاق الأمم المتحدة.بدوره، عبر سفير دولة فلسطين لدى الجزائر فايز أبو عيطة عن شكره وتقديره إلى دولة الجزائر الشقيقة قيادة وشعبا، وعلى رأسها الرئيس عبدالمجيد تبون.وأكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، رغم الاحتلال وممارساته القمعية، داعيا المجتمع الدولي إلى ترجمة تضامنه إلى خطوات عملية لإنهاء الاحتلال وضمان حقوق شعبنا المشروعة.وأشاد بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يواف غالانت، على ما اقترفوه من جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة ألقاها مدير مكتب الأمم المتحدة بالجزائر محمد الساليك، الالتزام العالمي بدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تحقيق السلام والعدالة في هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة، والذي يعكس تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني في كفاحه لنيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية رغم التحديات التي يواجهها من احتلال وحصار وقتل وتشريد وانتهاكات.وأكد أن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم كافة الجهود لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يستند على مبدأ حل الدولتين والعيش بكرامة وأمان للجميع، مشددا على أن السلام والعدالة هما السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة كما جدد دعوته للعمل الجماعي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.شهدت الفعالية مراسم رفع العلم الفلسطيني في مشهد يعكس عمق التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال.وشارك في هذه المناسبة رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني الوزير نور الدين بن براهم، وشخصيات عن مجلس الأمة، والمجلس الشعبي الوطني، وسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي العربي والدولي، وعدد من المؤسسات الرسمية، ومنظمات المجتمع المدني.