قالت دراسة حديثة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن تقديرات عدد الوفيات في ولاية الخرطوم تتجاوز 61 ألف حالة، مع وجود أدلة تشير إلى أن عدد الوفيات في جميع المناطق أعلى بكثير من الارقام المبلغ عنها.وأوضحت الدراسة أن معدل الوفيات زاد في السودان إلى 50% قبل الحرب ليس لأسباب القتل المباشر والمتعمد الناتج عن العنف ولكن لأسباب مختلفة تتعلق بالأمراض الوبائية والجوع.وأظهرت الدراسة أن السبب الرئيسي للوفاة هو الأمراض التي يمكن الوقاية منها والجوع، فيما يتجاوز عدد الوفيات الأرقام المعلنة سواء من قبل منظمات الإغاثة أو الجهات الرسمية في السودان، حيث لم يتم تسجيل أكثر من 90% من الوفيات الناجمة عن أسباب عامة وعنيفة في ولاية الخرطوم، مما يشير إلى أن عدد الوفيات في مناطق أخرى أعلى بكثير من الأرقام المسجلة".كانت الحرب الأهلية في السودان قد اندلعت في أبريل 2023، في صراع على السلطة بين قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وادى الصراع إلى تدمير معظم الخدمات الحكومية، مما يجعل من الصعب التوصل إلى تقدير دقيق لعدد الوفيات الزائدة الناجمة عن الصراع- حسب الدراسة.وقامت الدراسة بجمع البيانات من ثلاثة مصادر مختلفة، ومقارنتها ومعرفة مقدار التداخل بينها للوصول إلى نسب حقيقية.ونقل موقع صوت أمريكا عن منظمة أطباء بلا حدود إن واحداً من كل ستة من مرضاها في مستشفى الخرطوم منذ يناير من العام الجاري هم من الأطفال دون سن الخامسة عشرة، حيث أصيب كثيرون منهم بإصابات بالغة نتيجة لإطلاق النار والانفجارات والشظايا، بينما تشير المنظمة إلى ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.وأجبر الصراع القائم في السودان أكثر من 11 مليون شخص على النزوح الاضطراري، بينما يحتاج أكثر من 25 مليون شخص - أي نصف سكان السودان - إلى مساعدات غذائية، مما يجعل البلاد تشهد أكبر أزمة جوع في العالم- حسب تقديراا الأمم المتحدة.كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بالعمل من أجل انهاء العنف أذ أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توماس بيرييلو، أثناء زيارته الخرطوم الأسبوع الماضي، أن " الجهود الدولية مستمرة لإنهاء العنف، وايجاد نهاية للفظائع المروعة".وتبدو مؤشرات التوصل إلى اتفاق أو هدنة بين الجيش السودان والدعم السريع منخفضة للغاية، حيث أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تصريحات صحفية أمس أنه لن ولم يتفاوض مع الدعم السريع.