مقاتلان من حزب الله حاصرا 20 جنديا إسرائيليا.. صحيفة عبرية تكشف كواليس كمين عيترون
منذ 2 ساعة (23-11-2024 15:21:29) (سياسة)
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن كواليس معركة قرية "عيترون" جنوبي لبنان التي وقعت قبل 3 أسابيع، خلال تصدي مقاتلو حزب الله لتسلل قوة من الجيش الإسرائيلي والتحصن داخل مبنى مدمر في القرية، حيث تمت محاصرتها والاشتباكات معها في معركة ضارية استمرت حوالي 14 ساعة.وبحسب المراسل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي التقى أحد الجنود الإسرائيليين شارك بالمعركة وأصيب بالاشتباكات، فالحديث يدور عن المعركة الأطول والأكثر دموية، والتي خاضها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث أسفرت عن مقتل 6 جنود وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة.اللحظة الدرامية التي حُفرت بالذاكرة جراء المعركة الصعبة، وُثقت من خلال مشهد إنقاذ أحد الجنود الـ14 الذين أصيبوا في تبادل إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله، وذلك في محاولة منه للتقليل من حجم الانتكاسة والهزيمة والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في معركة "عيترون"، إذ لوّح الجندي الجريح، إيتاي فوكس، البالغ من العمر 24 عاما، بقبضته خلال تخليصه من أرض المعركة.قتل في المعركة 6 جنود من لواء "ناحال الشمالي ألون 228"، واستمرّ ما لا يقل عن 14 ساعة من الاشتباكات وتبادل إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية، وعمليات تفتيش ومسح معقدة وتخليص للجنود القتلى والجرحى، تحت جنح الظلام داخل المنزل المدمر والمتفحم.ودخلت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى داخل مبنى دمر بغارة نفذها سلاح الجو في عيترون، وكان هناك مقاتلان من حزب الله قد كمَنا للقوات وبمجرد دخول القوة أطلق مقاتلا حزب الله النار عليها فسقطت القوة جميعها بين قتيل وجريح.وبعد ذلك ألقى مقاتلا حزب الله القنابل اليدوية تجاه القوة الإسرائيلية مما أدى إلى اشتعال النيران بشكل كبير في المبنى المدمر، كما تعرضت قوة إسرائيلية مساندة لإطلاق نار أيضًا، أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوفها.• انهيار التسلسل القياديوخلال المعركة والاشتباكات فُقد وانهار التسلسل القيادي بين الجنود والضباط الإسرائيليين، بينما أعلنت الفرقة 91 عن إجراءات الاختطاف ظنًا منها أن الجنود قد وقعوا بالأسر، ويقول أحد الجنود المشاركين في المعركة، إن المشهد كان فيه الكثير من الفوضى والصراخ وإطلاق النار، بحسب موقع "الجزيرة.نت "الإخباري.بعد تعرضهم لحدث صعب ومعقد، حيث أصيبت قوات الاحتياط من اللواء بقيادة العقيد يانيف مالكا، بجروح خطيرة، وقَتل العديد من الجنود، بقيت القوة الإسرائيلية بالمبنى المدمر حتى تم تحديد موقعها مع جنود وحدة المفقودين ومقاتلي وحدات النخبة، وتم تخليص 20 جنديا بين قتيل وجريح، فيما استبعدت الفرقة 91 اختطاف أحد من الجنود أو جثث لعسكريين.المعركة الضارية والصعبة، بحسب تسلسل الأحداث التي استرجعتها الصحيفة، اندلعت تحديدا في آخر نشاط عملياتي لكتيبة الاحتياط في قرية "عيترون" الواقعة في القطاع الأوسط في جنوب لبنان، فبعد الانتهاء من العملية العسكرية في قرية بليدا الحدودية، أصر القادة العسكريون على التسلل إلى "عيترون" لمهاجمة وتدمير البنية التحتية لوحدة الرضوان.ويوضح اللواء بالاحتياط يوفال داغان في حديثه للصحيفة: "كنا نعلم أن هناك المزيد من مقاتلي حزب الله في القرية، ومقرًا تحت الأرض لحزب الله، وشاحنات صغيرة مزودة بقاذفات صواريخ متعددة الفوهات، لقد نفذنا استكمال العملية عن طريق الخداع للوصول لمبنى البلدية التي يشتبه بأنها المقر المركزي لحزب الله"، حد قوله.ويضيف داغان: "شنت القوات الإسرائيلية هجوما ليوم واحد، بعد أن هاجم سلاح الجو الإسرائيلي بعض المباني ودمر منازل لتسهيل الأمر على القوات المتوغلة، لكن كان هناك واقع معقد وشائك، فكما هو الحال في غزة، في الجنوب في لبنان، جاء مقاتلو حزب الله على وجه التحديد إلى هذه المباني للاختباء بين الأنقاض"، حد زعمه.• معركة ضاريةوقال اللواء بالاحتياط: "في الساعة 14:31 تلقيت اتصالا أوليا عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، عن اندلاع حدث صعب، حيث كان من الصعب الحصول على معلومات دقيقة وصورة للوضع الميداني لأن الضباط الموجودين في مكان الحادث، أصيبوا أو قتلوا".وتكشف التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي حول المعركة أن القوة الأولى التي دخلت المبنى وتضم 6 جنود، تعرضت لإطلاق نار شديد من مسافة قريبة من قبل اثنين من حزب الله كانا مختبئين بين الركام وفي الأجزاء المدمرة من المبنى.كما ألقى مقاتلا حزب الله قنابل يدوية مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المبنى، واعتقد باقي جنود السرية الذين هرعوا إلى مكان الحادث لإخلاء رفاقهم الجنود الجرحى والقضاء على مقاتلي حزب الله، بسبب النيران والدخان الكثيف، أن الحديث يدور عن مقاتل واحد، وفي الوقت نفسه كان المقاتل الثاني يختبئ بهدوء تحت الأنقاض وينتظر الفرصة المناسبة لإطلاق النار على الجنود.وقال الجندي إيتاي فوكس في حديثه للصحيفة: "قدمنا ضمن قوة إسناد رأيت 4 أو 5 جنود مصابين في باحة المبنى، بعضهم لا يتحرك ولا يستجيب، كنت أعلم أنه وفقًا لهذا الإجراء، يجب أولًا إزالة التهديد، ومن ثم إنقاذ الجرحى وتخليص القتلى".وأضاف "أطلقت رشقات نارية على بعض النقاط ثم أنزلت بندقيتي الرشاشة لتخليص جندي جريح آخر من المبنى وسحبه إلى الخلف، لقد كان بالفعل هادئًا نسبيًا في هذه المرحلة، ثم أصِبت برصاصة دخلت بالقرب من الأرداف وخرجت من الفخذ"، ولكن حتى بعد إخلاء الجندي فوكس، لم تكن المعركة قد انتهت بعد، أحضرت القوة طائرة بدون طيار داخلية صغيرة رصدت المقاتل الأول في إحدى الغرف بين الركام، وأطلق الجنود صواريخ مضادة للدبابات عليه، بينما المقاتل الثاني، الذي كان مختبئًا بين الأنقاض، وكان لديه الوقت لقتل ضابط آخر قتل بعد اشتباك لساعتين.