المناخ والطاقة والاتحاد الأوروبي وبرامج التجسس والبيتكوين.. ماذا يعني فوز ترامب لهؤلاء؟
منذ 23 ساعة (13-11-2024 09:19:28) (سياسة)
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تقلب الأوضاع في بعض القطاعات الاقتصادية بشكل جذري، في حين تشهد الأسواق المالية والأصول الأخرى ارتفاعًا كبيرًا على أمل بدء عهد جديد أكثر دعمًا للأعمال."لقد منحتنا أمريكا تفويضًا غير مسبوق وقويًا"، هكذا صرح ترامب لمؤيديه المبتهجين في مقر حملته بمارالاغو. وحسب ما جاء في الصحيفة، فإن قوة انتصاره — الذي شمل تحقيق مكاسب في معظم الفئات الديموغرافية ومساعدة الجمهوريين على استعادة مجلس الشيوخ — ستكون لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد الأمريكي والعالم الشركات محليًا ودوليًا.الشركات ستواجه أعباء أقلتقود الزيادة الكبيرة في أسهم وعملات مشفرة عدة مثل البيتكوين قناعة بأن إدارة ترامب الثانية ستخفف من القيود، خصوصًا على شركات الطاقة والمؤسسات المالية والعملات الرقمية والمزيد.من المتوقع أن يسعى ترامب، بمساعدة سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ وربما مجلس النواب، إلى تمديد تخفيضات الضرائب لعام 2017 على الشركات والأثرياء التي ستنتهي قريبًا.وتشهد الأسهم والأصول الأخرى، بما في ذلك العملات الرقمية، ارتفاعًا على أمل أن تكون الإدارة الجديدة أكثر دعمًا للأعمال. ولكن عودة ترامب تبشر أيضًا بظهور فئة جديدة من الفائزين في الأعمال، بالإضافة إلى تغييرات محتملة في السياسة المالية والتنظيم الفيدرالي.الطاقة والبترولاختصر ترامب سياسته في مجال الطاقة في ثلاث كلمات: "الحفر، يا عزيزي، الحفر". وأثار تعهده بتعزيز استخراج النفط والغاز، وشحن المزيد من الوقود الأحفوري إلى الخارج، دهشة المدافعين عن البيئة، لكنه جعل الصناعة تتطلع إلى تحقيق أرباح كبيرة.وعلى الرغم من أن صادرات الغاز الطبيعي الأمريكية بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق العام الماضي، وفقًا لصحيفة بوليتكو، فإن ترامب يريد إلغاء تجميد إدارة بايدن لتصاريح مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة، وهو القيد الذي يخلق حالة من عدم اليقين في السوق الأوروبية.الذكاء الاصطناعيوعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي يدعم بشدة الصناعة، بإلغاء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي، والذي تضمن إرشادات لتطوير هذه التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول. يتماشى تعهده هذا مع برنامج الحزب الجمهوري، الذي يرى أن الأمر التنفيذي "يقيد الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي".وفقًت لمجلة "نيتشر"، نظرًا لأن الأوامر التنفيذية يمكن إلغاؤها بقرار رئاسي، فإن ذلك سيمكن ترامب من تنفيذ خطته بمجرد دخوله البيت الأبيض. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الخطوات البديلة التي سيتخذها؟ردود فعل العلماء حول العالم: "علينا الاستعداد لعالم جديد". يقول سوريش فينكاتاسوبرامانيان، مدير مركز المسؤولية التكنولوجية وإعادة التصميم في جامعة براون، لمجلة "نيتشر" إن "التركيز سيتحول بعيدًا عن اللوائح التنظيمية"، ليعتمد على شركات التكنولوجيا لاتخاذ قراراتها الطوعية بشأن السلامة.ركز الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن على ضرورة التأكد من أن نماذج الذكاء الاصطناعي، التي يتم تدريبها على بيانات مستمدة من البشر، لا تؤدي إلى نتائج تمييزية. إلا أن فينكاتاسوبرامانيان يعتقد أن هذه القضايا لن تكون من أولويات الإدارة الجديدة. في المقابل، تتبنى المنصة الجمهورية رؤية تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي المستند إلى "حرية التعبير والازدهار البشري".تغير المناخبحسب صحيفة "بوليتكو"، إن فوز دونالد ترامب يعني كارثة بيئية. ولتجنب مستويات كارثية من الانحباس الحراري العالمي، فإن العالم لديه وقت ضئيل للغاية لخفض الانبعاثات بشكل كبير.ولكن في ظل حكم ترامب - الذي يخطط لسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس مرة أخرى ومضاعفة الاعتماد على الوقود الأحفوري - من المتوقع أن يتباطأ وتيرة التحول الأخضر بدلاً من تسريعها.وبما أن الولايات المتحدة مسؤولة عن أكثر من عُشر التلوث المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، فإن أي تحول في السياسة المناخية الأميركية له عواقب عالمية. بحسب الصحيفة، فالكوكب الأكثر سخونة يعني المزيد من الكوارث، بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يتعين عليه الاستعداد وفقًا لذلك لتأثيرات مناخية أسوأ. ويخشى البعض أن يؤدي فوز ترامب إلى تقليص الزخم للعمل المناخي في جميع أنحاء العالم، مما يجعل أهداف اتفاق باريس أبعد من المنال.التجارة وخلافات مع الاتحاد الأوروبي"أميركا أولا" سوف تلخص مرة أخرى نهج ترامب في السياسة التجارية، حيث تعهد ترامب بإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة ومعاقبة الأصدقاء والأعداء بفرض رسوم جمركية شاملة تتراوح بين 10 و20 في المائة (وتصل إلى 60 في المائة على السلع القادمة من الصين)، على الرغم من تحذيرات خبراء الاقتصاد من التأثير الضار على النمو الاقتصادي الأميركي وارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين.فشل الاتحاد الأوروبي في الاستفادة من الانفراج مع إدارة بايدن لإصلاح النزاعات التجارية المستمرة بشأن التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم، والدعم الأخضر للسيارات الكهربائية، وإحياء المحكمة العليا لمنظمة التجارة العالمية. ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الخلافات في عهد ترامبأوروبا ستدافع عن نفسهايعني فوز ترامب أن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها وأمنها ــ أو على الأقل بدرجة أقل كثيراً. بحسب بولتيكو، فقد هدد دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي، وقال مراراً وتكراراً أثناء حملته الانتخابية إن "واشنطن لن تهب لإنقاذ الحلفاء الذين لا يستثمرون ما يكفي في جيشهم في حالة العدوان الروسي".وقد يعني فوز ترامب نهاية المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا والضغط على كييف للتفاوض على اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حتى لو كانت الشروط أكثر ملاءمة لموسكو.برامج التجسسقد تتخلى إدارة ترامب، عن الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة للحد من انتشار وإساءة استخدام برامج التجسس التجارية، وهو ما من شأنه أن يخلف تأثيرا عكسيا على الجهود العالمية الرامية إلى كبح جماح برامج التجسس.التكنولوجيافي عهد الرئيس بايدن، كان هناك توافق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن التكنولوجيا. إلا أن فوز ترامب قد يغير هذا الوضع، حيث يُحتمل أن يؤدي إلى إنهاء مجلس التجارة والتكنولوجيا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو تجمع سياسي عبر الأطلسي يُعقد كل عامين، تأسس في عام 2021 كمنصة لمناقشة سياسات التكنولوجيا والتنسيق في مجالات مثل أشباه الموصلات ومعايير الذكاء الاصطناعي. انهيار مثل هذه القناة الدبلوماسية قد يأتي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى توافق دولي بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي.تأثير التقارب مع إيلون ماسكإحدى القضايا الحساسة تتعلق بقرب ترامب من إيلون ماسك، مالك شركة "إكس" (تويتر سابقًا)، الذي أصبح من أبرز مؤيدي ترامب. إذا قرر الاتحاد الأوروبي فرض غرامات على شركة "إكس" بسبب انتهاكها لقواعد المحتوى في أوروبا، فقد تتدهور العلاقات بين إدارة ترامب والمفوضية الأوروبية بسرعة، مما قد يعيد إحياء السردية القديمة بأن الاتحاد الأوروبي يسعى فقط إلى إضعاف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى.