أشخاص يائسون ومنازل مدفونة تحت الطين.. ماذا فعل إعصار دانا المدمر في فالنسيا بإسبانيا حتى الآن؟
منذ 2 ساعة (02-11-2024 15:22:40) (سياسة)
تحدث رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي، وذلك بعد الاجتماع الرابع للجنة الأزمة المنبثقة عن خطة العمل الإقليمية لمكافحة الإعصار المدمر "دانا" الذي ضرب مدينة فالنسيا وتسبب في وفاة مئات المواطنين، بخلاف الأضرار الجسيمة التي حدثت للبنية التحتية والمرافق العامة، الذي عقدته الحكومة الإسبانية، بشأن الوضع في المناطق المتضررة من الإعصار دانا، وكذلك الإجراءات التي تتخذها حكومة إسبانيا لمساعدة البلديات والمجتمعات المستقلة على إدارة هذه "المأساة الرهيبة"، وخاصة في فالنسيا.• أكبر كارثة طبيعية في تاريخ إسبانيا الحديثوقال سانشير: "في هذه اللحظة لا يزال هناك العشرات من الأشخاص يبحثون عن أحبائهم، ومئات الأسر تنعى فقدان أحد أفرادها أو الأصدقاء أو الجيران. أود أن أعرب لهم جميعًا عن حزننا واؤكد لهم أن حكومة إسبانيا والدولة بأكملها، على مستوياتها الإدارية المختلفة، معهم جميعًا".وأضاف: "كما قلت في بداية الأزمة، فإن الحكومة الإسبانية ستحشد كل الموارد اللازمة، طالما كان ذلك ضروريا، لمساعدتهم في هذا الوضع المأساوي. لقد تسببت إعصار دانا هذا الأسبوع في أكبر كارثة طبيعية في تاريخ بلادنا الحديث، وهو بالفعل الفيضان الثاني الذي أودى بحياة المزيد من الضحايا في أوروبا حتى الآن في هذا القرن.• 5 أولويات لمواجهة كارثة الإعصاروتابع: "تساعد الحكومة الإسبانية السلطات الإقليمية، وهي تعمل على الأرض على أساس خمس أولويات واضحة. الأول، إنقاذ الأرواح. ففي الساعات الـ48 الماضية، قمنا بنشر أكثر من 2500 عسكري في مقاطعة فالنسيا، و1800 من أفراد الشرطة الوطنية، و2700 من الحرس المدني، فضلا عن العديد من المجموعات المتخصصة في الإنقاذ والأنشطة تحت الماء، الذين يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ الناجين وضمان السلامة وإعادة الحياة الطبيعية إلى الشوارع".وأشار إلى أن "هذه القوات تتلقى المساعدة من نحو 450 عسكريًا، وبمعدات رقمية وأقمار صناعية متطورة، وأسطول من 400 مركبة متخصصة، و30 مروحية و50 طائرة بدون طيار وقارب. وفي المجمل، نحن نتحدث عن أكبر انتشار لقوات الأمن الوطني والحرس الوطني والقوات المسلحة على الإطلاق في بلادنا في أوقات السلم. وقد نفذ هذا الانتشار بالفعل 4800 عملية إنقاذ، وساعدت أكثر من 30 ألف شخص في المنازل والطرق والمناطق الصناعية التي غمرتها المياه".• الدفع بقوات إضافية للمساعدةواستطرد: "لكن من المؤسف أن حجم هذه الكارثة الطبيعية يجعل هذه الأرقام غير كافية، لأننا نعلم أن المساعدات تستغرق وقتًا طويلاً للوصول إلى العديد من النقاط، وهناك منازل ونقاط لا تزال محاصرة، وبلديات غمرتها المياه والعديد من الأشخاص العاجزين. ولهذا السبب سيصل اليوم 4000 جندي إضافي من الوحدات العسكرية إلى مقاطعة فالنسيا، وفي صباح غد سيصل 1000 جندي متبقٍ. وفي المجموع، سيصل 5000 جندي آخر في الساعات القادمة".وزاد: "بالإضافة إلى ذلك، أمرنا بنشر سفينة برمائية تابعة للبحرية مجهزة بغرف عمليات ومروحيات وأسطول من مركبات الدعم، التي ستصل إلى ميناء فالنسيا في الساعات القليلة القادمة. كما وجهنا بنشر 5000 جندي إضافي من الشرطة الوطنية والحرس المدني اليوم، مما يضاعف عدد أولئك الذين تم إرسالهم بالفعل، ليصبح المجموع 10000 جندي، من الحرس المدني والشرطة الوطنية، منتشرين في المناطق المتضررة من هذا الإعصار".ولفت إلى أن "أولويتنا الثانية هي استعادة جثث المتوفين وتحديد هوياتهم، وعلينا أن نفعل ذلك بمرونة، ولكن أيضًا بكل الضمانات وبكل الكرامة التي يستحقها الضحايا وأسرهم. وعلى مدار الـ48 ساعة الماضية، قامت قوات أمن الدولة والقوات المسلحة بتفتيش آلاف المرائب والمنازل ومجاري الأنهار والطرق وقامت بتحديد موقع 211 قتيلاً وانتشالهم. ولتسريع هذه العملية، قمنا بنشر 20 فريقًا من خبراء الطب الشرعي وعلماء النفس وضباط الشرطة والعلماء والعديد من المشارح المتنقلة ووحدة التعرف على ضحايا الكوارث التابعة للمفوضية العامة للشرطة الوطنية. وبطبيعة الحال، ستستمر جهود البحث والاستعادة هذه في الأيام القادمة ليلا ونهارا ، حتى يتم تحديد مكان جميع المواطنين المفقودين".وأضاف أنه "إلى جانب هاتين الأولويتين، فإن الأولوية الثالثة في هذه الأزمة هي إعادة تأهيل الإمدادات الأساسية والخدمات الأساسية التي تأثرت، ونحن في حكومة إسبانيا ندرك أن هذه هي إحدى الأولويات لاستعادة الحياة الطبيعية في العديد من البلديات المتضررة".• أضرار جسيمة للبنية التحتيةوأشار إلى أن "إعصار دانا قد تسبب في أضرار جسيمة للجسور والطرق والسكك الحديدية وخطوط الطاقة والاتصالات والسدود ومحطات معالجة المياه، وغيرها من البنى الأساسية التي لم تكن مصممة لتحمل الرياح ولا مستويات الأمطار التي تم تسجيلها يوم الثلاثاء الماضي. ومنذ ذلك الحين، كانت الإدارات العامة تنفذ أعمال الإصلاح بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص، الذي نشكره على التزامه وتضامنه".وأكمل: "خلال الـ48 ساعة الماضية، تم استعادة إمدادات الطاقة إلى 94% من المنازل المتضررة، من 240.000 نقطة إصابة إلى أقل من 14.000 نقطة، وتم استعادة ما يقرب من نصف خطوط الهاتف التي تم قطعها والتي يبلغ عددها 550.000 خط، ومن المتوقع استعادة الباقي خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري. كما تم تركيب العديد من الأجهزة المحمولة لتوفير اتصال WiFi وتغطية المناطق المقطوعة حاليًا".ونوه بأنه "لتسهيل إعادة تنشيط البنية التحتية للنقل، تم نشر 300 متخصص من المديرية العامة للطرق، وإزالة مئات الأطنان من الطين والحطام. بالإضافة إلى ذلك، بدأنا تنظيف الأنفاق وبناء التحويلات المؤقتة وإصلاح الجسور والكباري. وبفضل هذا، تمكنت الفرق من استعادة حركة المرور على الطريق V-30، وعلى الطريق V-31 من ممر البحر الأبيض المتوسط، وتوفير حركة مرور طارئة على الأقل على قسم الطريق A-3 بين كوينكا وفالنسيا، كما أعيد تشغيل خطوط السرعة العالية والقطارات عالية السرعة بين برشلونة وفالنسيا، إلى جانب حركة نقل البضائع بالسكك الحديدية بين ميناء فالنسيا وأراغون وكاتالونيا؛ وهو اتصال أساسي لضمان وصول الإمدادات إلى المنطقة".• تدابير لتسهيل وصول الغذاء وتأمين الشوارعوأشار إلى "اتخاذ تدابير لتسهيل وصول الغذاء وتوزيعه على السكان، واستخدام الجيش لتعزيز الخطوط اللوجستية، وتوزيع آلاف اللترات من المياه المعبأة وحصص الطعام بين السكان. بالإضافة إلى توفير خمس محطات لتنقية المياه وخزانات مياه و200 مرحاض متنقل و4000 مجموعة أدوات ومستلزمات مطبخ ونظافة لحكومة فالنسيا العامة".واستطرد: "أولويتنا الرابعة هي ضمان الأمن في الشوارع؛ لذلك سنضاعف عدد أفراد الحرس المدني والشرطة الوطنية في الشوارع لضمان الأمن؛ نظرا لأنه لسوء الحظ، هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون الوضع للنهب وارتكاب أعمال إجرامية، ولهذا السبب قامت قوات الأمن والشرطة بالفعل بأكثر من 82 اعتقالًا".وأضاف: "أولويتنا الخامسة والأخيرة هي توفير جميع الموارد الاقتصادية اللازمة للبدء في أقرب وقت ممكن في تعويض واستعادة الأراضي المتضررة من هذا الإعصار".• إعلان حالة الطوارئ وطلب للحصول على مساعدات من صندوق التضامن الأوروبيوأعلن أن "يوم الثلاثاء المقبل في مجلس الوزراء، سنوافق على إعلان حالة الطوارئ للحماية المدنية كمنطقة متأثرة بشكل خطير في فالنسيا، وكاستيلا لا مانشا، والأندلس، وكتالونيا وأراغون التي تضررت بشدة، وسننشئ لجنة وزارية تعمل على تعزيز إعادة بناء هذه المناطق وإنعاشها اقتصاديًا بشكل عاجل وسريع".وأوضح: "نحن على اتصال بالمفوضية الأوروبية وبدأنا الإجراءات اللازمة لتقديم طلبات للحصول على مساعدات من صندوق التضامن الأوروبي واستخدام موارد الدعم الأخرى للمجتمع من الاتحاد الأوروبي".• الاتحاد لمواجهة أخطر فيضانووصف الوضع القائم نتيجة الإعصار بـ"المأساوي"، مستطردا' "نحن نتحدث بكل تأكيد عن أخطر فيضانات شهدتها قارتنا حتى الآن في هذا القرن. وأنا أدرك أن الاستجابة التي يتم تقديمها ليست كافية".واختتم قائلا: "أعلم أن هناك مشاكل ونقص حاد، وخدمات منهارة، وبلديات مدفونة تحت الطين، وأشخاص يائسون يبحثون عن أقاربهم، وآخرون لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم، ومنازل مدمرة ومدفونة تحت الطين. أعلم أنه يتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا، لكنني أعلم أيضاً أنه يتعين علينا أن نفعل ذلك معاً، متحدين. ليس لدينا سوى عدو واحد يجب التغلب عليه، وهو الدمار الناجم عن هذه الكارثة، وعلينا أن نفعل ذلك معًا، لأن حياة العديد من المواطنين، وكرامة أولئك الذين ماتوا، وهيبة بلدنا ومستقبل البلديات بأكملها على المحك. تقدم إسبانيا دائمًا أفضل ما لديها في أوقات الأزمات. دعونا نتغلب على هذه الأزمة معًا. أعلم أننا قادرون".