الرئيس الألماني يطلب من أهالي جزيرة كريت الصفح عن جرائم الجيش النازي
منذ 1 ساعة (31-10-2024 18:09:50) (سياسة)
طلب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في ختام زيارته لليونان من أهالي كريت الصفح عن جرائم القتل التي ارتكبتها قوات الجيش النازي الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.وخلال زيارته لقرية كاندانوس الواقعة في جزيرة كريت اليونانية، قال شتاينماير اليوم الخميس: "أرجو منكم أيها الناجون وأحفادهم الصفح عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبها ألمان هنا".وأضاف: "أرجو الصفح أيضًا لأن بلدي تأخر لعقود في معاقبة هذه الجرائم، ولأنه بعد الحرب غض الطرف والتزم الصمت في البداية".يذكر أنه في الثالث من يونيو عام 1941، دُمرت قرية كاندانوس بالكامل على يد الجيش الألماني، وذلك بعد أيام قليلة من استيلاء القوات الألمانية على جزيرة كريت.وتم تنفيذ هذه العملية كإجراء انتقامي ضد المقاومة اليونانية بعد مقتل 25 جنديا نازيا من قوات المظلات والمشاة الجبلية. وقُتل السكان الذين لم يتمكنوا من الفرار بوحشية، غير أن عدد القتلى من السكان لا يزال غير معروف على وجه الدقة. ووفقًا لأحد التقارير، بلغ عدد الضحايا 23 شخصًا، بينما تشير تقديرات أخرى إلى وصول العدد إلى 189 ضحية.وأعيد بناء القرية لاحقًا، ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 1000 نسمة. ولا تزال الصور القديمة بالأبيض والأسود من تلك الحقبة تذكر بهذه الفظائع، حيث تُعرض في أنحاء القرية. وتُعتبر كاندانوس اليوم "قرية شهداء" بالنسبة لليونانيين، حيث يوجد 120 قرية من هذا النوع في جميع أنحاء البلاد.ويعد شتاينماير أول رئيس دولة ألماني يزور كريت. وقال شتاينماير: "إنه طريق صعب أن تأتي هنا كرئيس ألماني إلى هذا المكان وتتحدث فيه، لكن لا يمكنني أن أكون في كريت دون أن أزور هذا المكان الذي يمثل عارًا لألمانيا".وأوضح أن العائلات في هذا المكان لا تزال تشعر بالألم والمعاناة، وأردف: "ومع ذلك، مددتم أيديكم لنا من أجل المصالحة، وأنا ممتن لذلك". وختم بقوله إن "الوحشية والقسوة والاحتقار للإنسانية التي أبداها المحتلون الألمان تخنق أنفاسي اليوم بالذات".ووضع الرئيس الألماني وزوجته إيلكه بودنبندر إكليلًا من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا تدمير كاندانوس وتحدثا طويلًا مع الناجين. وخلال ذلك، واجه شتاينماير مجددًا مطلب تقديم تعويضات من ألمانيا، حيث رفع أربعة من الناجين لافتة كتب عليها "العدالة والتعويض"، بينما ردد آخرون هذه الكلمات بصوت عالٍ. ولم يفلح خطاب شتاينماير في إقناع الجميع حيث قال بعض الحضور لاحقا:" لا نريد اعتذارا بل نريد تعويضا".