تمر 20 يومًا منذ بدء تنفيذ خطة الجنرالات في شمال غزة، والتي تكشف عن نوايا مبيتة لإفراغ المنطقة من الفلسطينيين تمهيدًا لإعادة استيطانها أو جعلها منطقة عازلة لمستوطنات الاحتلال. ومع تكثيف الجيش الإسرائيلي جهوده، استخدم أساليب مروعة لتحقيق أهدافه، متجردًا من أي قيم إنسانية في عملية التطهير العرقي. تشتمل هذه الأساليب على نسف البيوت، وقصف ملاجئ المدنيين، وملاحقة الفارين بطلقات الطائرات المسيرة، إلى جانب حملات تفتيش وتعذيب للشباب الذين يحاولون النجاة أثناء عمليات النزوح. في ظل هذا الوضع المأساوي، تبرز صور المعاناة اليومية للعائلات الفلسطينية التي تعيش تحت وطأة الإرهاب والعنف، مما يدق ناقوس الخطر حول الأبعاد الإنسانية لهذه الجريمة المستمرة. مجازر في المستشفيات والمدارس أحْصَت بيانات كل من هيئة الدفاع المدني ووزارة الصحة في غزة وقوع 6 مجازر مختلفة، كان أولها الغارة الافتتاحية لحصار جباليا، والتي أسفرت عن سقوط 17 شهيدًا، أغلبهم أطفال.وتبعتها غارة على مستشفى اليمن السعيد يوم 9 أكتوبر، أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًا. وفي يوم 11 أكتوبر، قتلت غارة إسرائيلية 22 فلسطينيًا، بينما شهدت جباليا أعنف المجازر يوم 19 أكتوبر، بقصف على مدرسة تؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 28 فلسطينيًا. وشملت المجازر أيضًا استهداف عدد من الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات الغذائية بقصف جوي، أسفر عن سقوط 10 شهداء.نسف البيوت نقل كل من موقع ميدل إيست آي وقناة الجزيرة استخدام جيش الاحتلال لشاحنات مفخخة تتحرك بواسطة الروبوتات لتدمير ونسف المربعات السكنية في مخيم جباليا، بالرغم من وجود سكان متواجدين داخل المناطق أثناء النسف. قتل النازحين بالطائرات المسيرة نقلت أسوشييتد برس عن استخدام جيش الاحتلال طائرات كوادكابتر بكثافة لقنص المدنيين في شمال غزة، حيث أكدت عدة وسائل إعلامية مطاردة الطائرات للنازحين من جباليا على الطرق الرئيسية، مما تسبب في سقوط عدد من الشهداء. اعتقال وتعذيب النازحين نقل موقع فرانس برس عن شهود عيان قيام جنود الاحتلال بإيقاف النازحين عند نقاط التفتيش، وفصل الشباب ثم تعريتهم وضربهم خلال عمليات الاستجواب. سلاح الجوع نقل موقع إن بي آر الإخباري أن منع دخول الأطعمة لشمال غزة جعل حصة الفرد الواحد تقتصر على وجبة طعام يومية من قطعة خبز وطعام معلب.وقد أكد برنامج الغذاء العالمي أنه لا يملك من مخزون الطعام في شمال غزة إلا ما يكفيه لأسبوعين فقط، ما ينذر بكارثة للمنطقة. حرمان الأهالي من الخدمات الطبية تعاني 3 مستشفيات بشمال غزة، وهي المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان، من حصار إسرائيلي، رغم وجود نحو 350 مصابًا ومرضى داخل تلك المستشفيات، وفقًا لأطباء بلا حدود.وقد ذكر بيان عن المستشفى الإندونيسي تعرض المبنى للقصف، مما أسفر عن جرح 40 من المرضى والأطباء. كما قام جيش الاحتلال بحرمان الجرحى من خدمات الإسعاف، حيث رصد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي قيام طيران الاحتلال باستهداف طاقم الإسعاف أثناء إخلائه للجرحى، مما أسفر عن استشهاد أحد الأطباء. استهداف الصحفيينشهدت معارك جباليا اغتيال صحفيين، وهما حسن حماد الذي تلقى رسائل تهديد من دولة الاحتلال قبل اغتياله بغارة جوية، وكذلك الصحفي فادي الوحيدي الذي اغتيل برصاصة قناص في الرقبة.