شلال الاخبار..الخبر لحظة بلحظة

    تحميل صور الاخبار

    الجارديان: طريقة اغتيال إسرائيل للسنوار جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا.. وأصبح رمزا مثل جيفارا

    منذ 6 ساعة (20-10-2024 13:33:09) (سياسة)
    نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، يحيي السنوار، مؤكدة أن الطريقة التي استشهد بها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي جعلت منه "أيقونة وبطلا قوميا" أكثر من ذي قبل.وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى ظهور تناقض في الرواية الإسرائيلية الرسمية للحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، منذ وفاته، مؤكدة أن كل الروايات والحقائق تحول زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أيقونة وبطل قومي.وأضافت أن تشريح جثة السنوار، الذي خرج من الجانب الإسرائيلي، أثبت أنه توفي متأثرًا بجرح طلق ناري في رأسه، على عكس النسخة الأولية من تصريحات الجيش الإسرائيلي الذي أشار إلى أنه "قُتل بقذيفة دبابة أطلقت على المبنى المدمر حيث خاض معركته الأخيرة".ونشرت قوات الجيش الإسرائيلي لقطات لدبابة تطلق النار على المبنى في مخيم تل السلطان في رفح، فيما قال المتحدث العسكري، دانيال هاجاري: "حددنا هويته كإرهابي داخل المبنى، وأطلقنا النار على المبنى ثم دخلنا للبحث عنه".ومع ذلك، وفقا لمدير المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل، تشن كوجل، الذي أجرى التشريح على جثة السنوار، فإن سبب الوفاة كان جرحًا برصاصة في الرأس.ففي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أكد كوجل زيف رواية الجيش الإسرائيلي، مؤكد أنه لا يستطيع أن يتكهن بمن أطلق الرصاصة القاتلة، سواء كان ذلك أثناء مناوشته مع الجنود الإسرائيليين قبل إطلاق قاذفة الدبابة، أو بعدها وبعد استطاعتهم الدخول للسنوار بعد معركة طويلة.فقد كان السنوار يحمل مسدسًا معه، ذكرت بعض التقارير الإسرائيلية أنه كان ينتمي سابقًا إلى ضابط استخبارات عسكري في الجيش الإسرائيلي، محمود حير الدين، وهو درزي من منطقة الجليل، قُتل خلال مهمة سرية في غزة عام 2018.وقبل لحظات من استشهاده، ظهر زعيم حركة المقاومة في غزة يحيى السنوار، الذي كان يغطي رأسه بغطاء تقليدي، حيا يلقي بعصا على طائرة بدون طيار إسرائيلية بيده الوحيدة غير المصابة.السنوار.. أيقونة وبطل قوميوذكرت الصحيفة البريطانية أن طريقة "استشهاد" السنوار، جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا، حيث انتشرت عبارات نعيه والحزن عليه بشكل متفجر عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ لحظة تأكيد وفاة زعيم حركة المقاومة الفلسطينية.وذكرت الصحيفة أن حقيقة أن السنوار "استشهد" مرتديًا زيًا قتاليًا وسترة قتالية بعد معركة شرسة قام خلالها بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على الجنود الإسرائيليين، حتى أنه ضرب طائرة بدون طيار تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعصا خشبية، ألقاها بذراعه الوحيد السليم، في لفتة أخيرة من التحدي، جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا حارب حتى النهاية.أحمد ياسين.. أيقونة المقاومةوقالت الصحيفة إن السنوار تميز عن أسلافه الذين اغتيلوا، فعندما اغتيل زعيم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" الشيخ أحمد ياسين بصواريخ أطلقتها مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي في عام 2004، كان يُدفع على كرسي متحرك بعد الصلاة في أحد مساجد غزة.وتابعت الصحيفة البريطانية: لم يتبق سوى القليل من جسد الشيخ أحمد ياسين لتصويره، لكن الصور المتخيلة للضربة الصاروخية القاتلة أصبحت جزءًا من الأيقونات التي ظهرت على الفور تقريبًا على الجدران في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، جنبًا إلى جنب مع صور الزعيم ذو اللحية البيضاء وهو يصعد إلى السماء، ولا تزال صور الشيخ أحمد ياسين شائعة في غزة والضفة الغربية، وغالبًا ما تظهره برفقة شهداء أكثر حداثة".رمز لقضيته كجيفاراوقالت الصحيفة إن السنوار ترك خلفه جثة مقاتل مزقته الحرب، يقارنها البعض بصورة تشي جيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في ثورة كوبا، لكنه مات في النهاية على أيدي الجيش البوليفي، في عام 1967، وأصبح رمزًا لقضيته.فبعد إطلاق النار على جيفارا، تم وضع جثته على طاولة لتصويرها، وعيناه المفتوحتان تحدقان في الكاميرا بلا هدف، فأصبحت صورته منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.احتفالات باستشهاده مقاتلا في ساحة القتالوذكرت الصحيفة أن خلفاء السنوار في قيادة حركة المقاومة "حماس" احتفلوا بحقيقة وفاته في القتال، على حد تعبير نائبه، خليل الحية: "مواجهًا لا متراجع، منخرطًا في الخطوط الأمامية ومتنقلًا بين مواقع القتال".وتم تداول مقتطفات من قصيدة بارزة للشاعر الفلسطيني الأكثر شهرة محمود درويش على الإنترنت جنبًا إلى جنب مع الادعاء بأنها تنبأت بنهاية السنوار.وتقول القصيدة مادحة: "حاصر حصارك.. لا مفر. سقطت ذراعك فالتقطها. واضرب عدوك... لا مفر. وسقطت قربك، فالتقطني. واضرب عدوك بي... فأنت الآن حر، حر، وحر".وذكرت الصحيفة أن القصيدة كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش دفاعا عن القضية الفلسطينية، في قارب نقله هو وناشطين آخرين من بيروت إلى تونس بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة في لبنان، في عام 1982، التي كانت تهدف إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية.ووصف حينها شعر درويش رعب قصف بيروت ومذابح الفلسطينيين والمسلمين اللبنانيين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين في لبنان في ذلك الوقت، حينما كان يتردد صدى القتل الجماعي في مواجهة اللامبالاة الدولية والتقاعس، كالذي لدى الفلسطينيين اليوم بعد تدمير غزة.المكانة الأولى لدى الفلسطينيينورجحت الصحيفة البريطانية أن استشهاد السنوار محاربا ومقاتلا سيضمن له بالتأكيد المكانة الأولى لدى الفلسطينيين، كونه أصبح أيقونة وبطلا قوميا، مستنكرة أن ذلك يعد ضربة أخرى لإسرائيل.وذكرت الصحيفة أن يحيي السنوار ترك خلفه رواية سيرة ذاتية، كتبها في عام 2004، بعنوان الشوك والقرنفل، في سجن إسرائيلي، ونشرت بعدما تم تهريبها على مراحل.وفي الرواية يطهر أن السنوار "أبو إبراهيم" هو فلسطيني متعصب ومدافع وملتزم بالقضية الفلسطينية ويتوقع من الفلسطينيين أن يكونوا "مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل كرامتهم ومعتقداتهم"، حيث يتساءل: "لماذا التفاوض مع إسرائيل عندما تستطيع المقاومة فرض قواعد أخرى للعبة؟".وقالت الصحيفة إن الأسطورة المحيطة بالسنوار الآن بعد استشهاده مقاتلا في ساحة القتال مدافعا عن قضيته، والتي زرعها بجد واجتهاد وهو لا يزال على قيد الحياة، يبدو وأنها ستظل حية من خلال آلاف الملصقات والجداريات في الشوارع.

    تابعونا..