شلال الاخبار..الخبر لحظة بلحظة

    تحميل صور الاخبار

    بعد استهداف منزل نتنياهو.. ما هي قيساريا وعلى أنقاض أي قرية فلسطينية قامت؟‬

    منذ 59 دقيقة (19-10-2024 13:21:09) (سياسة)
    استهدفت طائرة مسيرة انتحارية مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، اليوم السبت، حيث تداولت وسائل إعلام عبرية تقاريرا عن أن المسيرة كانت جزءًا من 6 طائرات أُطلقت من لبنان أسقطت الدفاعات الإسرائيلية 5 منها، بينما تمكنت واحدة من إصابة مقر نتنياهو بشكل مباشر ما أدى إلى استنفار أمني كبير.وفي حين أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن طائرة مسيرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا، رفض مكتبه الإفصاح عن مكانه وقت انفجار المسيرة اللبنانية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الرقابة العسكرية حظرت نشر خبر استهداف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا رغم أن الجميع يعرف ذلك، مشيرة إلى وجود فشل استخباراتي كبير.ولاحقا، تم إرسال فرق الإسعاف إلى مكان سقوط مسيرة في قيسارية وسط إجراءات أمنية مشددة، حسبما ذكرت فضائية "القاهرة الإخبارية".ويعد الهجوم خطوة غير مسبوقة من حزب الله، حيث يعتبر أول استهداف ناجح لمنزل رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ الصراع مع الاحتلال، ويعكس تصعيدًا جديدًا باستخدام الطائرات المسيرة في استهداف مناطق حساسة داخل العمق الإسرائيلي.• ولكن، ماذا نعرف عن قيساريا؟ وعلى أنقاض أي قرية فلسطينية قامت؟قيساريا هي مدينة بُنيت على أنقاض قرية قيسارية الفلسطينية، التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1947، والواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ومن أقدم المناطق التي سكنها البشر، فكانت موجودة منذ العصر الروماني، وأصبحت مركزًا مهمًا عبر العصور الإسلامية والبيزنطية، وصولاً إلى الفترة العثمانية، وفق ما ذكرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية.واليوم، تقع قيساريا على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مدينتي تل أبيب وحيفا، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة؛ نظرًا لقربها من المنشآت الحيوية ومواقع البنية التحتية العسكرية، وتضم قيساريا مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي مما يزيد من أهميتها الأمنية.• بُنيت في العصر الرومانيالقرية التي تقع على شاطئ البحر، بناها الكنعانيون، إلا أنها شُيدت مرة أخرى في العصر الروماني على يد هيرودس الكبير ودعاها سيزاريا أي قيصرية؛ تيمناً بسيّده القيصر الروماني أغسطس قيصر بين عامي 22 و10 ق.م.وتطورت القرية إلى مرفأ مزدهر في عهد الرومان، وظلت أيام البيزنطيين، وبحلول القرن الثالث للميلاد كانت مركزا لعلماء المسيحية، حتى انتقلت إلى يد العرب عام 640م.• خصها العرب باهتمام كبيروخصها الجغرافيون والمؤرخون المسلمون والعرب باهتمام كبير، فقد ذكرها المؤرخين العرب بأنها كانت آخر مدينة فُتحت في أثناء الفتح العربي، ووصفوها بأنها مدينة جميلة ذات جداول، ونخيل، ومسجد جميل، يتمتع المصلّون فيه بمشهد البحر، وسور حصين.وكانت البلدة أيضا، موطنا لشخصيات عربية ذائعة الصيت، ولا سيما عبدالحميد الكاتب الأديب المشهور في فن البلاغة، الذي وصفها بأنها كانت أشبه بقرية منها ببلدة.• ذات أغلبية سكانية عربيةقبل ظهور إسرائيل، كانت قيسارية مدينة فلسطينية ذات أغلبية سكانية عربية ومع نشوب الحرب عام 1948، تم تهجير سكانها العرب، وتعرضت المدينة للتدمير؛ ليتم لاحقاً إعادة بناء المنطقة وتطويرها لتصبح ما يعرف اليوم بمدينة قيساريا الإسرائيلية.ففي عام 1945، كان يقيم في قيسارية 930 مسلما و30 مسيحيا، وكان شكلها العام موازيا للشاطئ، ممتدا من الشمال إلى الجنوب، وكانت منازلها مبنية بالحجارة المتماسكة بالطين أو بالأسمنت، غير أن بعض البدو كان يعيش في خيم يضربها حول قيسارية.• أولى القرى التي طرد منها العربويذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، أن قيسارية كانت أولى القرى التي تمت فيها عملية منظمة لطرد السكان العرب على يد الهاجاناه في عام 1948، إذ احتلت وحدة من عصابات الهجاناه القرية في 15 فبراير، وهرب السكان أو أُمروا بالرحيل، علماً بان بعضهم هرب سابقاً خوفاً من هجوم متوقع.وذكر أنه عندما أصر 20 قروياً على ملازمة منازلهم حتى بعد أن اُحتلت القرية، دمّرت الصاعقة التابعة للهجاناه منازل القرية فوقهم في 20 فبراير، حيث كان قرار تهديم المنازل اتُخذ في أوائل فبراير خلال اجتماع هيئة الأركان العامة للهاجاناه.• اعتراض على تدمير القريةوذكر موريس، أن ضباط الصاعقة التابعة لعصابات الهاجاناه لم يوافقوا على قرار تدمير القرية، واعترض على قرار التدمير مسؤول رسمي في حزب مبام اليساري، قائلاً إن سكان القرية عملوا كل ما في وسعهم للمحافظة على السلام في قريتهم وجوارها.ووفقا للمؤرخ الإسرائيلي، دُمّر 30 منزلاً، واستُبقيت 6 منازل بسبب نقص في المتفجرات، حيث كان التدمير في السياق العام لتطهير السهل الساحلي شمالي تل أبيب، في الأشهر الأولى من عام 1948.• تحويلها إلى مدينة ومناطق سياحيةوبعد تدمير القرية بالكامل، أجرت فرق إيطالية وأمريكية وإسرائيلية تنقيبات في الموقع على نطاق واسع، وحُوّل إلى منطقة سياحية، وباتت المنازل الباقية مطاعم في معظمها، وحوِّل مسجد القرية إلى بار.وعلى انقاضها أقام الصهاينة مستعمرة "أور عقيفا" عام 1951، كما ضموا بعض أراضيها إلى مستعمرة "سدوت يام" المجاورة للبلدة والمقامة في عام 1940، على أراضي خربة أبو طنطورة إلى الجنوب من قيسارية، وفي عام 1977 حتى حولتها الحكومة الإسرائيلية إلى مدينة قيساريا.

    تابعونا..