في ظل استمرار التكهنات حول مستقبل محمد صلاح مع ليفربول، أعرب أعضاء من الجالية العربية في المدينة عن رغبتهم في استمرار النجم المصري، مؤكدين أن تأثيره «جمع الجميع معًا».ورصدت شبكة «بي بي سي» آراء عدد من أبناء الجالية حول الأزمة الأخيرة التي يعيشها صلاح، وأمنياتهم بشأن مستقبله.وقال أوتو ميلوكي: «كمشجعي ليفربول نحبه، لكن كعرب وأفارقة محبتنا له أكبر».فاتورة ثقيلةوأضاف أن هداف ليفربول الثالث في تاريخه «دفع الثمن» بعد تداعيات مقابلته المثيرة الأسبوع الماضي، مؤكدًا: «ارتكب خطأ، لكن لنمض قدمًا».وأشار رجل الأعمال المغربي الأصل إلى طبيعة صلاح، قائلاً: «لا تنسوا أنه عربي وعاطفي. من الطبيعي أن تظهر هذه المشاعر، لكن قلبه طيب ولم يقصد ما قاله».وأكد ليفربول يوم الجمعة أن صلاح سيكون ضمن قائمة الفريق لمواجهة برايتون في الدوري الإنجليزي، السبت.ميلوكي، الذي انتقل من الدار البيضاء إلى ليفربول في سن السادسة عشرة، ويدير مطعم «باكشيش» في شارع بولد، كان قد استضاف صلاح وزوجته بعد وصوله للنادي في 2017، وقال عنه: «لم يكن مشهورًا حينها، لكنه كان متواضعًا ومهذبًا جدًا».وأضاف عن المدينة: «ليفربول كلها مبنية على الهجرة، وكان من السهل عليه الاندماج».دعم المهاجرينولفتت أهداف صلاح، التي تليها سجود في الصلاة، وأعماله الخيرية، الانتباه عالميًا خارج نطاق جماهير كرة القدم، وعُرف عنه كسر الحواجز الثقافية، خاصة بعد أن أطلق عليه مشجعو ليفربول لقب «ملك مصر» وغنوا له بأنه «هدية من الله».وفي 2019، أصبح صلاح اللاعب الوحيد الذي يدخل قائمة مجلة «تايم» لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.وبحسب تعداد 2021، يعيش نحو 8 آلاف شخص من أصول عربية في ليفربول، ويشكل المسلمون حوالي 5% من سكان المدينة.وأشار ميلوكي إلى أن تأثير صلاح «سهل على الأقليات العرقية والمجتمع السكوزي عمومًا، سواء كنت أسود أو أبيض أو صيني، أعتقد أنه جمع الجميع معًا»، مضيفًا أن الأطفال يعتبرونه قدوة لهم: «لم يعودوا خجولين، الجميع يريد أن يكون مثل صلاح، سواء كنت مغربيًا أو مصريًا أو من أي مكان في العالم العربي».ومع ذلك، أبدى ميلوكي، كمشجع للريدز، استياءه من النتائج الأخيرة، وقال إن الفريق «لم يقدم أداء جيدًا، وصلاح لم يكن بأفضل مستوياته».من جانبه، قال رجل الأعمال المصري محمد فاروق، الذي يعيش في ليفربول منذ 23 عامًا والتقى بصلاح في مطعمه «سوق»: «رأيته أيضًا في المسجد وأنفيلد، في المسجد، كان متواضعًا وهادئًا ومحترمًا بالكامل، لا كبرياء على الإطلاق».وأضاف أن اللاعب ساهم في دعم قضايا محلية ودولية، بما في ذلك كرة القدم للشباب: «يفعل الكثير بهدوء دون البحث عن الشهرة، وهذا يوضح صدقه».ملهم البسطاءوُلد صلاح في قرية نجريج الزراعية، ويقول فاروق: «هو دليل على أن شخصًا من قرية صغيرة يمكن أن يصل إلى القمة».وتابع: «غيّر التصورات بالكامل، وجعل الملايين يرون المسلمين بصورة إيجابية، محترف من الطراز العالمي، متواضع ومنضبط. أينما سافر المصريون، يقول الناس: مصر؟ صلاح! ويقال ذلك باحترام».وأشار فاروق إلى أنه سيكون «محبطًا» إذا غادر اللاعب ليفربول، مؤكدًا أن تأثيره الكبير يجعل المجتمع يفضل بقاءه دائمًا، لكنه تمنى له الأفضل أينما ذهب.ويأمل ميلوكي أن يستمتع صلاح بأجواء المغرب خلال كأس الأمم الإفريقية، وأن يعود «مليئًا بالطاقة وذهنه صافٍ»، مضيفًا: «ليفربول اعتنى به ومنحه المنصة لإظهار قدراته، لقد منح الكثير للنادي، وفاز معه بالبطولات ووضع ليفربول على الخريطة".تابع "لا ينبغي أن ندع مقابلة واحدة تدمر كل شيء، وإذا أراد المغادرة، فعليه القيام بذلك بشكل صحيح وبالقنوات الرسمية، لا يجب أن يحرق أي جسور، فهذا منزله ولن تدير ظهرك لمنزلك أبدًا».