بين دبلوماسية الباندا وأزمة أوكرانيا.. ماذا حققت فرنسا من زيارة ماكرون لبكين؟
منذ 1 ساعة (05-12-2025 15:27:46) (سياسة)
اعتبرت وسائل الإعلام الفرنسية، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين حملت الكثير من الرمزية والبروتوكول بين دبلوماسية الباندا و"البينج بونج"، لكنها كشفت في الوقت ذاته حدود قدرة باريس على تحقيق مكاسب استراتيجية في الأزمة الأوكرانية.واختتم ماكرون زيارته الرسمية إلى الصين برسالة موجهة إلى طلاب الجامعات في تشنجدو، محذرًا من "الاستسلام لخطابات الانقسام"، في ختام جولة طغت عليها الحفاوة البروتوكولية والمشاهد الرمزية، مقابل المكاسب الجيوسياسية والاقتصادية الملموسة.ورأت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، أن "الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام مثّلت فصلًا جديدًا في علاقة باريس ببكين، لكنها كشفت أيضًا حدود قدرة فرنسا على التأثير في ملفات معقدة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.من جانبها، نقلت شبكة "فرانس.24" الإخبارية الفرنسية، عن الباحثة المتخصصة في الشئون الصينية الفرنسية ماري هولتزمان، رئيسة منظمة "تضامن الصين" قولها إ، "الصين أرادت إبراز صورتها القوية والمنفتحة، لكن دون تقديم أي تنازلات سياسية حقيقية".* مراسم مهيبة واتفاقيات متعددةوبدأت الزيارة بالخميس في بكين داخل قاعة الشعب الكبرى، حيث خصصت الصين لماكرون حفل استقبال ضخم تخللته عروض عسكرية وهتافات أطفال، في مشهد يعكس رغبة بكين في إظهار قوتها وهيبتها، وفقاً لصحيفة " لوموند"الفرنسية.وعقب لقاء ثنائي بين ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ، توالت اجتماعات الوزراء وتوقيع الاتفاقيات. وبحسب الوفد الفرنسي، فقد تم التوقيع على 12 اتفاقًا تشمل: "التعاون النووي، والبحث العلمي، والتبادل الجامعي، ورسائل نوايا حول الاستثمار المتبادل، ومباحثات حول نقل التكنولوجيا الخضراءوأشارت الصحيفة الفرنسية إلي أن ما دار خلف الأبواب المغلقة بين ممثلي الشركات الفرنسية والصينية بقي طي الكتمان، رغم الطلبات المتكررة من الصحفيين للحصول على توضيحات.* تشنجدو… زيارة استثنائية تحمل مغزى سياسيمن بين محطات الزيارة اللافتة، مرافقة شي جين بينغ لماكرون إلى مدينة تشنجدو، الواقعة على بعد ثلاث ساعات طيران من العاصمة. خطوة نادرة الحدوث في البروتوكول الصيني، تشير، وفق الإليزيه، إلى رغبة بكين في إظهار مستوى عالٍ من الاهتمام بالعلاقة مع باريس، بحسب إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية.وهناك، زار الرئيسان موقع سد "دوجيانغيان"، أقدم نظام ريّ ما زال يعمل في العالم.واقتصرت المشاهد المصورة على عدد محدود من الصحفيين الذين رافقوا الرئيسين من مسافة بعيدة، فيما بقي مضمون النقاشات بين الزعيمين طيّ السرية.واختتمت الزيارة بلقاء خاص جمع الزوجين الرئاسيين على مأدبة غداء مغلقة.* بين الباندا وتنس الطاولة.. إشارات دبلوماسية ناعمةواصل ماكرون نشاطه في تشنجدو بلقاء طلاب جامعيين، بينما زارت زوجته بريجيت ماكرون مركز حماية الباندا العملاقة، حيث أعيد إلى الصين اثنان من الباندا أرسِلا إلى فرنسا عام 2012. كما التقت "يوان منغ"، أول باندا يولد في فرنسا عام 2017.وتؤكد بكين استعدادها لإرسال باندا جديدة إلى حديقة بوفال الفرنسية قبل 2027، في خطوة لطالما اعتُبرت جزءًا من "دبلوماسية الباندا" الصينية.أما على الصعيد الرياضي، فالتقى الرئيس الفرنسي لاعبي تنس الطاولة أليكسيس وفيلكس لوبران، المشاركين في بطولة كأس العالم للفرق المختلطة، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.* أوكرانيا.. الحوار الأصعب بلا أي تنازلوقالت "لوموند" إن باريس لم تخفِ أن الملف الأكثر حساسية خلال الزيارة كان الحرب في أوكرانيا.وأوضحت أن ماكرون قد حاول إقناع شي جين بينغ باستخدام نفوذه على موسكو للمساهمة في إنهاء الحرب، إلا أن الرد الصيني جاء حازمًا.وقال شي جين بينغ إنه يدعم "كل الجهود الرامية إلى السلام"، لكنه رد بقوة على الانتقادات الغربية المتكررة بشأن دعم بلاده للاقتصاد الروسي، فالصين، رغم تأكيدها الحياد، لم تدين الغزو الروسي، وتستمر في شراء النفط الروسي بكثافة، مما يساهم في تمويل مجهود موسكو الحربي.ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإنه رغم انعدام التقدم في الملف السياسي، حصدت باريس إشارة إيجابية واحدة تمثلت في خطاب صيني أكثر انفتاحًا تجاه الاستثمار المتبادل مع فرنسا، وتعهد بكين ببحث تخفيف الاختلالات التجارية عبر نقل جزء من التكنولوجيا.* بين الطموح والواقع.. ماذا يبقى من الزيارة؟ورأت الصحيفة الفرنسية أن زيارة ماكرون إلى الصين حافلة بالرمزية، من مراسيم الاستقبال إلى "دبلوماسية الباندا"، لكنها لم تحقق انفراجة في القضايا الكبرى.