تشير الأبحاث الجديدة إلى أن 2024 PT5 ​​ وهو جسم صخري صغير أطلق عليه اسم "القمر الصغير" أثناء اكتشافه العام الماضى ربما انفصل عن القمر أثناء اصطدام عملاق منذ فترة طويلة، مما يجعله العينة الثانية المعروفة التي تسافر بالقرب من مدار الأرض.ويشير الاكتشاف إلى وجود مجموعة مخفية من الشظايا القمرية التي تسافر بالقرب من الأرض.وقال تيدي كاريتا، عالم الكواكب في مرصد لويل بولاية أريزونا، في مارس خلال المؤتمر السنوي السادس والخمسين لعلوم القمر والكواكب في وودلاندز بولاية تكساس: "لو كان هناك جسم واحد فقط، لكان ذلك مثيرًا للاهتمام، ولكنه حالة شاذة".وأضاف: "إذا كان هناك جسمان، فنحن على ثقة تامة بأن هذا يُمثل مجموعة سكانية".نوع جديد من الأدلةوتتحرك الأرض عبر سحابة من الحطام، بينما تدور حول الشمس بعض هذه المواد من صنع الإنسان الأقمار الصناعية والنفايات الفضائية، أما المواد الأخرى فهي حطام صخري متبقٍ من اصطدامات في النظام الشمسي المبكر، وقد تُشكل هذه الأجسام القريبة من الأرض (NEOs) مصدر قلق، لذا يتم تتبعها لضمان عدم تهديدها لكوكبنا.في أغسطس 2024، رصد علماء فلك في جنوب أفريقيا صخرة جديدة، تُعرف باسم 2024 PT5، تقترب من الأرض، وكان الكويكب يتحرك ببطء، بسرعة نسبية تبلغ 4.5 ميل في الساعة فقط (متران في الثانية)، مما يجعله هدفًا قويًا لمسح الأجرام القريبة من الأرض (MANOS) ، ولم يُشاهد سوى تسعة كويكبات أخرى تتحرك بهذه البطء في أقرب نقطة لها من الأرض.وكان كاريتا، إلى جانب الباحث الرئيسي في مشروع مانوس، نيك موسكوفيتز، من لويل أيضًا، مفتونين بفكرة العثور على صخور قمرية في الفضاء منذ اكتشاف أول قطعة من هذا النوع عام 2021 ، وصُمم مشروع مانوس للبحث عن الكويكبات القريبة من الأرض وتوصيفها ، والتي قد تكون أسهل ما يمكن الوصول إليه بالمركبة الفضائية، ووفقًا لكاريتا، كان هذا يعني أن المسح كان مثاليًا لدراسة بقايا القمر، وفي غضون أسبوع من اكتشاف 2024 PT5، وجّهوا تلسكوب لويل ديسكفري نحو الصخرة الفضائية.وبعد دراسة بيانات 2024 PT5 المرئية والقريبة من الأشعة تحت الحمراء، استنتج الباحثون أنه ليس كويكبًا عاديًا، فقد ثبت أن تركيبه مشابه لتركيب الصخور التي عادت إلى الأرض خلال برنامج أبولو ، بالإضافة إلى الصخور التي أعادتها مركبة لونا 24 التابعة للاتحاد السوفيتي ، كما وجد الباحثون أن 2024 PT5 صغير الحجم يتراوح قطره بين 8 و12 مترًا (26 و39 قدمًا).ويشتبه كاريتا وزملاؤه في أن الكويكب 2024 PT5 قد استُخرج من سطحه عند اصطدام جسم ما بالقمر ، ومن خلال دراسة تركيب الكويكب، يأملون في ربط المادة بمصدرها، وربما تحديد فوهة البركان الأم.وتُعد أحداث الفوهات من أهم العمليات التي تُشكل الأجرام السماوية دون الحاجة إلى تكتونيات أو سوائل لإعادة تشكيلها ، لكن الاصطدامات قد تتأثر بمجموعة متنوعة من المتغيرات، وقد يُمثل فهمها تحديًا ، وتُتيح مطابقة الحطام مع فوهته طريقة أخرى لفهم ما يحدث عند اصطدام جسمين، وهذا ما يجعل تحديد الصخور القمرية في الفضاء أمرًا مثيرًا للاهتمام.وقال كاريتا عبر البريد الإلكتروني: "يشبه الأمر إدراك وجود نوع جديد تمامًا من الأدلة في مسرح الجريمة لم تكن تعلم بوجوده من قبل، وقد لا يساعدك هذا في حل الجريمة فورًا، ولكن نظرًا لأهمية المهمة، فإن أي تفاصيل جديدة للمقارنة أمرٌ مرحب به دائمًا".ويأمل كاريتا في تحديد المزيد من الكويكبات، فبينما تُعدّ عينة واحدة شاذة، قد يكون وجود عينتين جزءًا من مجموعة كبيرة، ويشتبه في أن بعض الكويكبات التي حُدّدت على أنها غير عادية قد تكون صخورًا قمرية مُتخفّية.