كان الاتحاد من الفرق التي تعاني وتغيب عنه الحلول الهجومية عندما يلعب مع فرق تتكتل في الدفاع، ولم يجد من لاعبيه من يدك هذه الحصون الدفاعية سوى بمهارة فردية التي حفظها مدربو ولاعبو الخصوم عن ظهر قلب من لاعبي الاتحاد، أو على الأقل تسديدة من مسافة بعيدة لتمنح الحل الأمثل لتسجيل الأهداف لصالح الاتحاد.

ولكن بصراحة اختلف الأمر تماماً في مباراة العروبة في الجولة 27 من دوري روشن السعودي، حيث ظهر الاتحاد بتكتيك مختلف عن السابق وهو الاعتماد على الكرات البينية القصيرة، مع المجهودات الفردية التي غالباً لا تجدي نفعاً معهم في الكثير من المباريات. 

الاتحاد تغلب على العروبة بهدفين نظيفين أتيا بسلاح التسديد من الإسباني الموهوب أوناي هرنانديز قبل نهاية الشوط الأول بقليل، وهدفاً آخر من كرة سريعة قادها موسى ديابي وسجلها النجم عبدالرحمن العبود على دفعتين في مرمى العروبة، مما عزز صدارة الاتحاد في قمة ترتيب دوري روشن السعودية للمحترفين.

وأكثر ما أعجبني في الاتحاد في مباراة العروبة بالذات هو انتهاجه نهجاً تكتيكياً جديداً وهو الاعتماد على التسديد من مسافات بعيدة عندما تغيب عنك الحلول الفردية والجماعية، وهذه قيمة الفريق البطل الذي لابد وأن يكون فريقاً متنوعاً فنياً وتكتيكياً، حتى يحير خصومه بحلول عديدة يستفيد منها متى احتاج منها ذلك.

من يتابع تمارين نادي الاتحاد بدقة متناهية، يرى كيف لوران بلان درب لاعبيه كثيراً على سلاح التسديد من مسافات مختلفة، وتلك التمارين كانت لها بالغ الأثر في كسب نقاط العروبة المهمة وعززت الصدارة، من إمكانية الفوز بلقب الدوري مع تبقي سبع جولات، وهذا بالتأكيد يحسب للمدرب الفرنسي أنه لاحظ هذه الملاحظة في مباريات كثيرة سابقاً وتم علاجها وحلها بالتمارين وجنت ثمارها بسرعة.

حتى نعرف ونتأكد أن التسديدات الاتحادية لم تأت صدفة ولا مفاجأة، بل كانت بدبرة مدرب وتنفيذ لاعبين، والدليل أكثر من لاعب قام بعملية التسديد في أثناء مباراة العروبة منهم عبدالإله العمري، ودانيلو بيريرا، وفابينو، والإسباني أوناي هرنانديز الذي سجل واحداً من أجمل أهداف الدوري، وربما يكون أجمل هدف في الجولة 27. 

ختاماً:

الحكمة من ما حدث مهما تواجه مشاكل فنية في المباريات، فالجدية في التمارين، ومحاولة إصلاح العيوب هما حلولك الناجعة في تغيير نتائجك للأفضل. وفي الحقيقة نأمل من لوران بلان أن يجد حلاً للفرص السهلة التي تضيع من لاعبي الاتحاد مثلما عالج حل التسديد.

حسين البراهيم - الدمام