القادسية يمضي نحو الريادة

من شاهده الموسم الماضي وهو يقاتل في دوري يلو يدرك جيداً أن هذا الفريق لم يعد إلى دوري روشن لمجرد المشاركة بل عاد ليؤلم خصومه ويفرض اسمه بقوة. القادسية بطل دوري يلو الموسم الماضي لم يكن مجرد فريق صاعد بل كان مشروعًا متكاملًا أثبت قدرته على المنافسة بين الكبار منذ الوهلة الأولى.
دفع القادسية فاتورة الصعود غاليًا فالتأهل لدوري روشن لم يكن مجرد عبور بل كان استثمارًا في مستقبل الفريق وفي جميع الأصعدة وكان لشركة أرامكو دور بارز في دعمه ماليًا وإدارياً لأن المال وحده لا يصنع البطولات فكم من الأندية أنفقت الملايين ولم تحقق سوى الخيبات، وهنا يأتي دور الفكر الإداري الواعي الذي أحسن التخطيط وأدار الموارد بذكاء فجاءت النتائج لتشهد على نجاح المنظومة.
في موسمه الأول بعد العودة كان المطلوب والمتوقع من القادسية البقاء وترك بصمة لكنه تجاوز التوقعات وحقق مستويات صدمت الجميع، تفوق على أندية الصندوق رغم قلة الخبرات بحكم أول سنة في روشن، وقف نداً للكبار ووصل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بعد أن أزاح الهلال سيد هذه البطولة وصاحب الرقم القياسي مع الأهلي في التتويج بها.
وإذا ما تحدثنا عن دوري روشن فالقادسية يقف حالياً بالمركز الرابع ملاحقاً النصر بعد أن انتصر على كبار المنافسين وأثبت أنه ليس مجرد فريق صاعد بل قوة قادمة، وإذا ما وصل البطولة الآسيوية فقد يمثل الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا بأفضل صورة لأنه كعادته لن يكتفي بالمشاركة والوجود فطموحه الذهب ولا شيء غيره وعينه على أغلى الكؤوس (كأس خادم الحرمين الشريفين).
في نهائي كأس الملك سيواجه الاتحاد الفريق المدجج بالنجوم وصاحب الخبرة الطويلة في النهائيات، العميد اعتاد على الوجود في المشهد الختامي لكنه هذا العام ليس في أفضل حالاته فنيًا، ولعل الأخطاء التحكيمية سترت الأخطاء الكوارثية للمدرب، بينما القادسية يدخل بثقة المنتصرين وبروح الفريق الطموح الذي لا يخشى الأسماء الرنانة.
لكن بعيدًا عن مجريات المباراة سيبقى الاتحاد بجماهيره هم أبطال العرس الحقيقي لهذا النهائي فهم الذين يزينون أي مباراة أينما حلت فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع ذلك في كرة القدم يبقى الذهب لمن يستحقه داخل الملعب والقادسية اليوم يبدو الأقرب فهل يواصل واثق الخطوة مسيرته نحو الكأس؟
