الموهبة لا تحتاج إلى فرصة

في عالم كرة القدم لا يمكن أن تعطى الفرصة للاعب لا يستحقها، اللاعب غير الجيد لا يصعد من الفئات السنية إلى الفريق الأول واللاعب الأقل جودة لا ينظم إلى المنتخب وعلى النقيض اللاعب المميز سيجد مكانه أساسياً في الفئات السنية ثم يثبت نفسه بالصعود إلى الفريق الأول وينافس وينتزع الخانة من لاعبين يستحقون الخانة ولكن الأفضل حضر لتغطيتها.
هذه الحالة نراها اليوم في صفوف منتخبنا وتتمثل تحديداً في لاعبين كانوا أساسيين في آخر مباراة «للأخضر» أمام اليابان وهم المدافع جهاد ذكري ولاعب منتصف الميدان مصعب الجوير اللذان أثبتا كفاءتهما وموهبتهما وحجزا مكانهما في تشكيلة الفريق والمنتخب الأساسية بجدارة، لم يكتفوا بهذا القدر بل أصبحا من ركائز المنتخب الأساسية التي سيعول عليها «الأخضر» لسنوات طويلة.
لم يحظَ كل من جهاد ذكري أو مصعب الجوير بأي دعم استثنائي خلال الفترة المقبلة بل إن اجتهادهما هو من قادهما لأن يكونا نجمين بارزين متألقين وسط كوكبة النجوم العالمية في دوري «روشن السعودي» للمحترفين، وأصبحا من النجوم التي يشار لها بالتميز والتألق بين جميع اللاعبين.
على الجانب الآخر ثمة عدد كبير من اللاعبين ينتظرون الفرصة لتأتيهم بل يقبلون بالبقاء على دكة البدلاء حتى تأتي لهم الفرصة صدفة أو تضعهم الظروف داخل المستطيل الأخضر لعل وعسى أن يقدموا عطاءات تمنح مدربيهم الثقة في الزج بهم دائماً.
على مستوى العالم نجد عدة مواهب بعمر 17 أو 18 أو 19 سنة يشاركون مع أنديتهم ومنتخباتهم ولنا في جناح برشلونة الاسباني ومنتخب إسبانيا لامين يامال خير مثال وهو اللاعب الذي يعد اليوم بعمر 17 عاماً من أكثر عشرة لاعبين تأثيراً في العالم على المستويين المحلي والدولي، لم ينتظر يامال الفرصة بل انتزعها بموهبته وعطائه داخل الميدان وقدرته على الإبهار وتقديم الإضافة لفريقه مما جعله ركيزة أساسية في كل مباراة وحديثاً للوسط الرياضي في كل مناسبة.
رسالة للاعبين الصغار في السن الاجتهاد والمثابرة والمحافظة على التدريبات ونمط الحياة الاحترافي يجعل اللاعب في حال بدني مميز وتركيز ذهني عالٍ يساعده على تقديم عطاء استثنائي يجعله لاعباً استثنائياً بين زملائه الآخرين.