الواعد في كرة القدم يطلق على لاعب لا يزال في بواكير مشواره الكروي، وبرز رغم صغر سنة وحداثة تجربته في الملاعب بطريقة مدهشة، ومنها يكال عليه المديح الإعلامي وينال على الإعجاب الجماهيري على حدٍ سواء، مع التوقع والتنبؤ له بمستقبل مشرق مع ناديه ومنتخبه.

لاعب مثل مصعب الجوير تجاوز المرحلة التي نطلق عليه لاعباً واعداً وهو حالياً يعتبر من أفضل اللاعبين في فريقه المعار إليه الشباب قادماً من الهلال، وكذلك يُعد من أميز اللاعبين على مستوى دوري روشن السعودي على الرغم من وجود نجوم عالمية وأساطير على رأسهم كريستيانو رونالدو، وبرزوفيتش، وكريم بنزيما، وكانتي، وكيسيه، ورياض محرز، وغيرهم.

بصراحة نظير مستويات الجوير المتطورة والمتقدمة وأرقامه في صناعة الأهداف والفرص يستحق أن يكون أفضل لاعب في أكثر الشهور بالدوري، ولكن ليس كلاعب واعد الذي فاز فيها لمدة سبع مرات وهو في قمة نضجه الكروي وفي عز توهجه الفني. 

لعب مصعب الجوير مع الشباب 22 مباراة، سجل 3 أهداف، وصنع من خلالها 6 أهداف من تمريراته الحاسمة.

يوجد في دورينا الكثير من المواهب الصغيرة التي رأيناهم في مباريات الدوري مع فرقهم، لا تتسع المساحة لذكر أسمائهم جميعاً خوفاً من نسيان أحدهم ويكون هذا ظلماً في حقهم هم من يستحقون جائزة اللاعب الواعد التي تطلق في كل شهر، وفي قانون التحفيز تعطى جائزة اللاعب الواعد لموهوب الذي لعب لدقائق معدودة ولفت فيها الأنظار كعامل دعم ومحفز له، فما بالك بلاعب أصبح رقما من الركائز الأساسية مع ناديه ومنتخبه وإلى الآن يطلقون عليه لاعب واعد وصغير وشاب!

والنجومية والخبرة والتمرس في الملاعب ليست بالعمر وتقدمه كما يعتقد البعض إنما بالعطاء والتأثير وتقديم الفائدة لفريقك على أرض الملعب، لذلك غيروا النظرة في مصعب الجوير واعتبروه واقعاً نجماً من نجوم الكرة السعودية بالوقت الحالي.

حتى تعرفوا براعة وقوة شخصية الجوير ذي الـ 22 ربيعاً، أنه اتخذ قراراً جريئاً حينما طالب المدرب البرتغالي لنادي الهلال خورخي خيسوس بأن يمنحه الفرصة على الرغم من وجود لاعبين أجانب مؤثرين بحجم البرتغالي نيفيز، والصربي سافيتش، ورفض البرتغالي هذا الطلب وقال له على مضض: من الصعب أنك تلعب مكان هؤلاء، وحينها قرر الخروج من ناديه الأصلي الهلال بالإعارة إلى نادي الشباب والنتيجة الآن أصبح من أهم نجوم المنتخب السعودي بالمستويات التي قدمها معه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وبطولة كأس الخليج، حيث رفعت من أسهم اللاعب كثيراً.

وكان الكثير من الإعلاميين المحايدين يرونه أبرز لاعب في تشكيلة الأخضر السعودي في المشاركات الأخيرة، وهذا خير دليل وبرهان على أنه اكتسب خبرة عريضة وطور من ذاته نتيجة عقليته الاحترافية العالية في أعوام معدودة لم تتعدَ بالتحديد الأربع سنوات التي كانت كافية له ليحقق حلمه بالوصول إلى عالم النجومية.

وهناك لاعبون متواجدون في الدوري من سنوات لعبهم متذبذب ومستوياتهم غير ثابتة، ويقدمون لك أداء على حسب النفسية والمزاج، وتلاقيهم مرة فوق ومرات تحت إلا الجوير الذي ينطبق عليه المثل: جاء يطل وغلب الكل.

ختاماً:

تكسب الرهان إذا وثقت بنفسك، وأمنت بموهبتك وذاتك، ولا يهمك وجهة نظر غيرك بل الأهم كيف ترى قدراتك؟ وهي من تحدد وصولك إلى أسمى أهدافك.

حسين البراهيم - الدمام