بعد مرور عقد على إطلاقها في 12 مارس 2015، حققت مهمة Magnetospheric Multiscale (MMS) التابعة لوكالة ناسا إنجازات علمية غير مسبوقة في دراسة إعادة الاتصال المغناطيسي، وهي عملية أساسية تحدث في جميع أنحاء الكون. تحدث هذه الظاهرة عندما تنكسر خطوط المجال المغناطيسي وتعيد ترتيب نفسها، مما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة. وعلى مقربة من الأرض، يمكن أن تنتج هذه الظاهرة طاقة تكفى لتغطية استهلاك الولايات المتحدة ليوم كامل في غضون ساعات قليلة. ومنذ انطلاقها، ساهمت بيانات MMS في نشر آلاف الأبحاث العلمية التي عززت فهمنا لتأثيرات الطقس الفضائي على الأرض، كما فتحت آفاقًا جديدة في أبحاث طاقة الاندماج النووي، ما قد يساعد في تطوير مصادر طاقة نظيفة ومتجددة.اكتشافات فريدة فى بيئة فضائية متميزةقبل MMS، كان فهم العلماء لإعادة الاتصال المغناطيسي محدودًا، ولكن بفضل أربعة أقمار صناعية متطابقة مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، تمكنت المهمة من تقديم بيانات غير مسبوقة عن هذه الظاهرة، تدور المركبات في مدار إهليلجي يسمح لها بدراسة إعادة الاتصال في مواقع رئيسية، سواء على الجانب المواجه للشمس أو في الجانب الليلي البعيد عن الشمس.وفي بيان رسمي، أكد جيم بيرش، الباحث الرئيسي في MMS بمعهد ساوث ويست للأبحاث، أن المهمة صحّحت العديد من الفرضيات السابقة حول إعادة الاتصال في المناطق المضطربة وكشفت عن حدوث هذه الظاهرة في أماكن لم يكن يتوقعها العلماء.تأثير علمي ومهني واسع النطاقلم تقتصر إنجازات MMS على الاكتشافات العلمية فحسب، بل لعبت دورًا مهمًا في دعم الجيل الجديد من الباحثين. فقد تم إنجاز ما يقرب من 50 رسالة دكتوراه اعتمادًا على بيانات المهمة، كما ساهمت برامج المنح والتدريب في دعم العلماء في بداية مسيرتهم المهنية. وأشار غوان لي، قائد مهمة MMS في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، إلى أن هذا النموذج الناجح بات معيارًا إلزاميًا لجميع مهام الفيزياء الشمسية المستقبلية لوكالة ناسا.أرقام قياسية في الفضاءإلى جانب إسهاماتها العلمية، سجلت MMS عدة أرقام قياسية، من بينها دخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأعلى نقطة يتم فيها تحديد موقع باستخدام GPS، وذلك على ارتفاع 116,300 ميل فوق الأرض، مما يؤكد إمكانية استخدام تقنية GPS في المهام الفضائية العميقة، بما في ذلك برنامج أرتيميس التابع لناسا.كما حققت المهمة رقمًا قياسيًا آخر عبر تكوين أصغر تشكيل للأقمار الصناعية، حيث حافظت المركبات على مسافة 2.6 ميل فقط فيما بينها، مما يعزز تقنيات الطيران القريب التي يمكن استخدامها في استكشاف الفضاء مستقبلاً.المستقبل الواعد لمهمة MMSعلى الرغم من مرور 10 سنوات على إطلاقها، لا تزال MMS تعمل بكفاءة عالية، ولديها ما يكفي من الوقود لمواصلة عملياتها لسنوات قادمة. ويستعد العلماء لاستغلال الظروف المثالية خلال السنوات المقبلة لدراسة المزيد من أحداث إعادة الاتصال المغناطيسي، خاصة على الجانب الليلي للأرض، مما قد يؤدي إلى تطوير نظريات جديدة وفهم أعمق لهذه الظاهرة الكونية الهامة.