انطلق أربعة رواد فضاء يتجهون نحو محطة الفضاء الدولية (ISS) لمساعدة أفراد الطاقم الذين ينتظرون رحلة العودة إلى الوطن منذ الصيف الماضي.وأطلقت سبيس إكس كبسولة "إنديورانس" من طراز "كرو دراجون" على متن صاروخ فالكون من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا، على ساحل سبيس كوست بولاية فلوريدا ، وانطلقت المهمة المسماة "كرو-10"، من مجمع الإطلاق 39A التابع لمركز كينيدي للفضاء، وعلى متنها قائدة المهمة آن ماكلين وطيارة المهمة نيكول آيرز، وكلاهما من ناسا، وأخصائيا المهمة تاكويا أونيشي من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) وكيريل بيسكوف من وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس.ويتجه الرباعي إلى دورة مدتها ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية وسيحلون محل نظرائهم في طاقم 9، حيث كان اثنان منهم على متن المختبر المداري لفترة إقامة طويلة بشكل غير متوقع بدأت في يونيو الماضي، مع أول مهمة مأهولة على الإطلاق لمركبة ستارلاينر الفضائية الجديدة من إنتاج شركة بوينج.سيشكل وصول طاقم 10 إلى محطة الفضاء الدولية في وقت متأخر من اليوم علامة فارقة مهمة في الاستعدادات الجارية بالفعل لإعادة بعض سكان المحطة الحاليين في أقرب وقت ممكن.ووصل رائدا فضاء ناسا، بوتش ويلمور وسوني ويليامز، إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة ستارلاينر الفضائية التابعة لشركة بوينج في يونيو، وكان الثنائي يحلقان في أول رحلة تجريبية مأهولة للكبسولة، والتي كان من المتوقع أن تبقى في المدار لنحو عشرة أيام قبل إعادتهما إلى الأرض .كان من المقرر أن تُطلق مركبة كرو دراغون جديدة، تُصنّعها سبيس إكس، على متن كرو-10، ولكن بسبب تأخير تصنيعها، أعلنت ناسا تأجيل إطلاق المهمة من فبراير إلى أواخر مارس . إلا أن ما حدث في الأسابيع التالية دفع ناسا في النهاية إلى استبدال مركبة دراغون الجديدة التابعة لكرو-10 بمركبة إنديورانس، وهي مركبة أثبتت كفاءتها في الطيران، وذلك لتمكين كرو-9 من العودة في أقرب وقت.انتشرت في وسائل الإعلام تقارير تصف رواد فضاء ستارلاينر بأنهم "عالقون" منذ وقت مبكر نسبيًا من مهمتهم. لكن هذا الخطاب تصاعد بعد تنصيب الرئيس ترامب، عندما زعم هو وإيلون ماسك، مؤسس سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، مرارًا وتكرارًا أن إدارة بايدن "تخلت" عن ويليامز وويلمور في الفضاء. كما صرّح ماسك بأنه عرض على الإدارة السابقة إطلاقًا منفصلًا لمركبة كرو دراغون خصيصًا "لإنقاذ" رائدي ستارلاينر، لكن هذا العرض رُفض.أعلنت ناسا عن استبدال المركبة الفضائية بـ Crew-10 في أعقاب تصريحات الرئيس ترامب وماسك، مما أثار تكهنات بأن هذه الخطوة ذات دوافع سياسية، لا لوجستية، إلا أن مسؤولي ناسا أكدوا أن النقاشات حول إمكانية استبدال المركبة الفضائية للمهمة بدأت قبل أن تتحول القضية إلى قضية سياسية بوقت طويل.