لامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر تقريبًا يوم الجمعة ومن المقرر أن تسجل رابع مكسب أسبوعي على التوالي، حيث أثرت دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لخفض أسعار الفائدة والافتقار إلى الوضوح بشأن الرسوم الجمركية، على الدولار.

قفز الذهب الفوري بنسبة 0.6% إلى 2770.39 دولار للأوقية، اعتبارًا من الساعة 0820 بتوقيت جرينتش، وحقق مكاسب بأكثر من 2% حتى الآن هذا الأسبوع. وفي وقت سابق من اليوم، ارتفعت الأسعار إلى 2777.10 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ 31 أكتوبر، عندما سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2790.15 دولار. وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% إلى 2777.10 دولار.

انخفض الدولار بأكثر من 1% خلال الأسبوع، متجهًا نحو أسوأ انخفاض أسبوعي له في شهرين، مما يجعل السبائك أقل تكلفة للمشترين الأجانب. وقال جيجار تريفيدي المحلل الكبير في ريلاينس سيكيوريتيز "انخفض الدولار بعد أن تحدث ترمب ضد توقعات السوق. يأتي هذا الانخفاض بعد أن امتنع عن تنفيذ تعريفات جمركية عدوانية بعد تنصيبه".

ودعا ترمب إلى انخفاض فوري في أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم خلال خطابه في المنتدى الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، لم يقدم توضيحات بشأن التعريفات الجمركية مما دفع المشاركين في السوق إلى التدافع نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب للتحوط ضد التقلبات. وباع المستثمرون الدولار في أعقاب تنصيب ترمب بعد أن لم تتحقق إعلاناته الجمركية المتوقعة على نطاق واسع على الفور.

وفي مكان آخر، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008. واضاف تريفيدي "رفع بنك اليابان أسعار الفائدة كما كان متوقعا، مما عزز الين الياباني، مما أضعف بدوره الدولار الأمريكي وهو أمر إيجابي للمعدن الأصفر".

ومن المقرر أن تصدر قرارات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل. ولا يرى المتداولون أي فرصة تقريبًا لخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يضعف جاذبية السبائك غير المدرة للعائد.

وقال كايل رودا، محلل السوق المالية في كابيتال دوت كوم: "يظل اتجاه الذهب صعوديًا وهذا يعني أننا ما زلنا على المسار الصحيح للوصول إلى مستوى 3000 دولار هذا العام".

كما قفزت المعادن الثمينة الأخرى مع ضعف الدولار وارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.2٪ عند 30.82 دولارًا للأوقية، وزاد البلاديوم بنسبة 1.5٪ إلى 1006.48 دولارًا وارتفع البلاتين بنسبة 1.1٪ إلى 952.70 دولارًا. وكانت المعادن الثلاثة على استعداد لتحقيق مكاسب أسبوعية.

وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، أسعار الذهب تقترب من ذروة قياسية مع ضعف الدولار بعد دعوة ترمب لخفض أسعار الفائدة. وقالوا، قفزت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، لتحوم بالقرب من مستويات مرتفعة قياسية، مع ضعف الدولار في أعقاب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لخفض أسعار الفائدة على الفور، في حين عززت حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية جاذبية الملاذ الآمن للسبائك.

ومن المقرر أن يكتسب المعدن الأصفر ما يقرب من 3٪ هذا الأسبوع حيث واجه الدولار ضغوطًا هبوطية من فرض الرسوم الجمركية الأمريكية التدريجي ومطالبة ترمب بخفض أسعار الفائدة. وفي خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، دعا الرئيس دونالد ترمب أوبك والدول المنتجة للنفط الأخرى إلى خفض أسعار النفط وحث البنوك المركزية العالمية على خفض أسعار الفائدة.

ويميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض أسعار الفائدة لأنه يصبح استثمارًا أكثر جاذبية نسبيًا مقارنة بالأصول التي تحمل فائدة. وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4٪ خلال التداولات الآسيوية يوم الجمعة، وكان من المقرر أن يسجل أسوأ أسبوع له في شهرين.

وانخفض الدولار بشكل حاد يوم الاثنين حيث تجنب ترمب تفاصيل فرض الرسوم الجمركية التجارية الأمريكية في بداية ولايته، مما يشير إلى أن الرسوم الجمركية من المتوقع أن تأتي بوتيرة أبطأ.

وعادة ما يدفع ضعف الدولار أسعار الذهب إلى الارتفاع لأنه يجعل المعدن أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. ويعكس ارتفاع أسعار السبائك أيضًا أن الأسواق تستعد لعدم اليقين العالمي حيث من المتوقع أن تؤدي إعلانات سياسة ترمب وإعلانات التعريفات الجمركية إلى زيادة التقلبات.

وارتفعت أسعار النحاس يوم الجمعة، بعد أدائها الضعيف المستمر هذا الأسبوع، مع انخفاض الدولار الأمريكي. وبعد تنصيب ترمب، كان مزيج من الرسوم الجمركية الأمريكية المتوقعة، واحتمالات ارتفاع قيمة الدولار، سبباً في إرهاق المعدن الأحمر.

وارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.8% إلى 9,318.50 دولار للطن، في حين قفزت العقود الآجلة للنحاس لشهر فبراير بنسبة 1.3% إلى 4.3845 دولار للرطل.