على الرغم من أن الأجواء الإيجابية على المشهد السياسي بلبنان وانطلاق العهد الجديد بتولي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، إلا أن تخوف اللبنانين من عدم التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من القرى الحدودية في الجنوب اللبناني لا يزال يسطر على المشهد السياسي مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف النار لانسحاب إسرائيل من القرى الحدودية في جنوب لبنان.وتنتهي مهلة الـ 60 يوما في 26 من يناير الجاري، أي بعد خمس أيام دون أن تسحب القوات الاسرائيلية بعد كما لم تتوقف عن خرق الاتفاق والتمدد في عدد من القرى حيث رصدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية اليوم استهداف مدفعية الاحتلال أطراف بلدة كفرشوبا بقذيفتين، بينما تقدمت دباباته إلى المدخل الشمالي لبلدة مارون الراس، وتعرض منطقة السدانة في مرتفعات شبعا لقصف مدفعي متقطع، ليصل اجمالي الخروقات التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني 560 خرقًا لوقف إطلاق النار، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. مشاورات الحكومةتتجه التوقعات إلى الإعلان عن تشكيل حكومة نوف سلام خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث كان رئيس الوزراء المكلف قد عقد سلسلة لقاءات مع المعنيين بالتشكيل الحكومي للوصول إلى مسودة حكومية يعرضها على الرئيس جوزيف عون في الساعات المقبلة على أن تكون الحكومة وفق التقديرات من 24 وزيراً من أصحاب الكفاءات غير الحزبيين ويتم الإعلان عنها قبل نهاية الأسبوع الجاري.وتداولت وسائل إعلام لبنانية الأسماء المطروحة والحقائب التي سيتسلمونها، حيث تشير التسريبات إلى حصول حزب القوات اللبنانية على 4 حقائب وهو أكبر تكتل نيابي يضم 19 نائبًا، من بينها حقيبة الطاقة، وحقيبة خدماتية مهمة، وحقيبة لكل من "الكتائب" و"المرده" و"المستقلين" و"الطاشناق.وبالنسبة لحقيبة المال للثنائي الشيعي، ستذهب إما لحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أو النائب السابق ياسين جابر، ويسعى حزب الله لإبقاء حقيبة الأشغال العامة والنقل معه.كما تشير المعلومات إلى أن للحزب الاشتراكي حقيبتين، حيث يطالب بحقيبة الأشغال، والأخرى الصحة التي يطالب بها أيضًا حزب الله والقوات اللبنانية.كان رئيس الوزراء اللبناني المكلف، اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الجمعة الماضية لعرض، مشاوراته مع أعضاء مجلس النواب بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، سعياً إلى توافق بشأن الوزراء وبرنامج العمل والأهداف، قبل عرض الحكومة على مجلس النواب لنيل الثقة.تطورات الأوضاع الميدانية في الجنوب اللبنانيمع محاولات سلام لحسم مشاورات التشكيل الوزاري، تقدمت آليات القوات الإسرائيلية من بني حيان في اتجاه وادي السلوقي جنوبي لبنان، وقامت بعملية تمشيط، فيما قطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق هذا الوادي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة.في المقابل تمركز الجيش اللبناني في عشر نقاط على الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية من بنت جبيل إلى يارون ومارون الرأس وعيترون بعدما استكملت وحدات الجيش تعزيز التمركز في بلدات عين إبل ودبل ورميش - بنت جبيل في القطاع الغربي، وبلدتَي بنت جبيل وعيناتا في القطاع الأوسط بعد الانسحاب الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل» واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.