تستعد مدينة ميلانو الإيطالية، عاصمة الموضة العالمية، لانطلاق فعاليات أسبوع الموضة الرجالية يوم الجمعة، وسط أجواء زاخرة بالألوان والابتكار، لتناقض التحديات الاقتصادية التي تواجه سوق السلع الفاخرة عالميًا.

ويشهد الحدث، المخصص لتشكيلات الخريف والشتاء، تقليصًا في العروض الحية على منصاته إلى 16 عرضًا فقط، من أصل 75 نشاطًا مدرجًا في جدوله، وذلك نتيجة الصعوبات التي يواجهها القطاع. كما تغيب عن الحدث علامات تجارية بارزة مثل "فندي" و"غوتشي"، اللتين اختارتا تقديم تشكيلات مختلطة للرجال والنساء ضمن أسبوع الموضة النسائية المزمع عقده في فبراير المقبل، أما دار "موسكينو"، التي افتتحت أسبوع الموضة الرجالية في يونيو 2024 بعرض مميز من تصميم مديرها الجديد أدريان أبيولاتزا، فقد قررت عدم تقديم عروض للرجال هذا العام.

وجوه جديدة وسط التحديات

وعلى الرغم من غياب بعض الأسماء الكبرى، يشهد الأسبوع حضور مصممين جدد مثل الفرنسي بيار لوي ماسيا، الذي يفتتح العروض بتشكيلة مختلطة تحت عنوان "نجمة مضيئة" (Etoile brillante). المجموعة تتميز باستخدام ألوان جريئة وتصاميم غير مألوفة، وحققت نجاحًا ملفتًا في عرض سابق بفلورنسا في يونيو 2024.

تراجع المبيعات

وتعاني صناعة الملابس الرجالية الإيطالية من انخفاض في المبيعات بنسبة 3.6%، حيث بلغت قيمتها 11.7 مليار دولار في عام 2024، بعد أن كانت شهدت نموًا بنسبة 4.7% في 2023. كما سجل القطاع بأكمله، بما في ذلك الملابس النسائية، تراجعًا في حجم المبيعات بنسبة 5.3%، مع وصول قيمته إلى 98.7 مليار دولار، ويرجع هذا التراجع إلى عدة أسباب، أبرزها التوترات الجيوسياسية، وارتفاع الأسعار، وتراجع الإقبال الصيني على المنتجات الفاخرة. وأوضح المحلل لوكا سولكا أن "انهيار سوق العقارات في الصين أدى إلى شعور المستهلكين الصينيين بالفقر، مما قلل رغبتهم في الإنفاق".

الابتكار كحل للأزمة

أكد رئيس غرفة الموضة الإيطالية، كارلو كاباسا، أن الحل الأمثل للأزمة يكمن في الابتكار. وقال: "علينا أن نستمر في إثارة الأحلام لإنعاش الاستهلاك. في أوقات الأزمات، يجب الاستثمار في الإبداع الذي يمثل محركنا الأساسي".

وأشار المحلل لوكا سولكا إلى أن عروض الأزياء تلعب دورًا كبيرًا في زيادة المبيعات من خلال تسليط الضوء على العلامات التجارية ودفع المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لها.