س و ج| لماذا يهتم دونالد ترامب بجزيرة جرينلاند الدنماركية؟
منذ 3 ساعة (15-01-2025 09:27:29) (سياسة)
تشتهر جرينلاند، المنطقة الدنماركية ذات الحكم الذاتي، بغطائها الجليدي الواسع ومواردها المعدنية غير المستغلة وأهميتها الجيوستراتيجية. في ديسمبر 2024، وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السيطرة على هذه الجزيرة القطبية بأنها "ضرورة مطلقة" لتعزيز الأمن القومي والحرية العالمية، مما أثار جدلاً دوليًا.رغم رفضه استبعاد الخيار العسكري، أثار ترامب قلق كوبنهاجن ونوك، عاصمة جرينلاند، إلى جانب عواصم أوروبية أخرى. وعلى الرغم من استقلالية جرينلاند، فإنها تعتمد على الدنمارك في مجالات مثل الدفاع، السياسة النقدية، والشؤون الخارجية.اهتمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بجرينلاند ليس جديدًا، فقد برز لأول مرة في عام 2019. ومع ذلك، لم يتحول هذا الاهتمام إلى خطوات فعلية. ومع تصريحات ترامب المتكررة بشأن الأمن القومي، باتت القيمة الاستراتيجية لجرينلاند موضع دراسة أعمق ضمن الأولويات الجيوسياسية للولايات المتحدة.ما هو وضع جرينلاند بالنسبة للدنمارك؟رغم استقلاليتها، تعتمد جرينلاند على الدنمارك في مجالات الدفاع، السياسة الخارجية، الأمن، إنفاذ القانون، والسياسة النقدية.لماذا تعتبر جرينلاند مهمة بالنسبة للولايات المتحدة؟توفر جرينلاند أقصر مسار لإطلاق الصواريخ تجاه روسيا، وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية نشطة فيها. كما تعتبر جرينلاند نقطة استراتيجية في مواجهة المنافسة القطبية.ما هي مصالح أمريكا جرينلاند؟كانت للولايات المتحدة مصلحة أمنية راسخة في جرينلاند منذ عام 1946، عندما عرضت على الدنمارك 100 مليون دولار أميركي من سبائك الذهب مقابلها، وفقًا لمجلة " theconversation" ورفض الدنماركيون العرض.وفي أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، قامت الولايات المتحدة ببناء قاعدة ثولي الجوية على بعد 750 ميلاً (حوالي 1200 كيلومتر) شمال الدائرة القطبية الشمالية. كانت في الأصل موقعًا للإنذار المبكر بالصواريخ والاتصالات اللاسلكية، وتم نقلها إلى قوة الفضاء الأمريكية التي تم تشكيلها حديثًا في عام 2020 وأعيدت تسميتها بقاعدة بيتوفيك الفضائية في عام 2023.ماذا عن قطاع التعدين في جرينلاند؟تعتبر جرينلاند واحدة من أكثر المناطق ثراءً بالموارد المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك الذهب والبلاتين والزنك والنحاس والنيكل والكوبالت وعناصر الأرض النادرة مثل النيوديميوم والديسبروسيوم.وفقًا لتقرير هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وجرينلاند لعام 2023، يُتوقع اكتشاف رواسب جديدة مع استمرار ذوبان الجليد.تعد عناصر الأرض النادرة ذات أهمية حيوية لتطوير التكنولوجيا الحديثة، مثل البطاريات والطاقة المتجددة والتطبيقات العسكرية. ومن بين المواقع الواعدة، مشروع "كفانيفيلد" الذي قد يجعل جرينلاند من بين أكبر منتجي اليورانيوم وعناصر الأرض النادرة عالميًا، إذا تم تطويره.ما هي المخاوف الدولية بشأن جرينلاند؟تزايد الاهتمام العالمي بموارد جرينلاند المعدنية دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات تعاون معها. هناك مخاوف من سيطرة الصين على هذه الموارد بسبب اعتماد العالم الكبير عليها في العناصر الأرضية النادرة.ما هي مصلحة الصين في جرينلاند؟بدأ اهتمام الصين بجرينلاند قبل أكثر من عقد. ففي عام 2015، قام وزير المالية والداخلية في جرينلاند، فيتوس كوياوكيتسوك، بزيارة إلى الصين لمناقشة فرص الاستثمار في مجالات التعدين، والطاقة الكهرومائية، والموانئ، ومشاريع البنية التحتية الأخرى. قدمت شركة "تشينا كوميونيكيشنز كونستركشن" عرضًا لبناء مطارين، أحدهما في العاصمة نوك والآخر في إيلوليسات.كما حاولت مجموعة "جنرال نايس" الصينية شراء قاعدة بحرية دنماركية مهجورة في شمال شرق جرينلاند، في حين طلبت الأكاديمية الصينية للعلوم إنشاء مركز أبحاث دائم ومحطة أرضية للأقمار الصناعية بالقرب من نوك.هذه المحاولات لم تلق استحسان إدارة ترامب الأولى، التي مارست ضغوطًا على الدنمارك لإقناع حكومة جرينلاند برفض الاستثمارات الصينية، معتبرة أن وجود الصين الرسمي الكبير في الجزيرة غير مرغوب فيه. استجابت الدنمارك وجرينلاند لهذه الضغوط، ورفضت تلك العروض الاستثمارية.رأت إدارة ترامب أن اهتمام الصين بجرينلاند يحمل دوافع تجارية وعسكرية خفية. هذه المخاوف استمرت خلال عهد إدارة بايدن، التي واصلت ممارسة ضغوطها على شركات تعدين أجنبية، بما في ذلك شركات أسترالية، لمنع بيع أي أصول في جرينلاند إلى جهات صينية.