قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إنّ علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بالعنف قديمة قدم التنظيم؛ فالجماعة أنشأت النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة بعد 10 سنوات من نشاة الجماعة عقب المؤتمر الخامس في العام 1939.ولفت إلى أنّ المؤسس الأول للجماعة أنشأ الذراع العسكري ودخل غمار السياسة عندما أطمأن لوجود التنظيم وقوته، وهنا استطاع أنّ يخدع من أنجذب لقكرته، كما أنه خدع النظام السياسي وقتها، حيث أعطى تصورًا إلى أنه دعوة دينية لا علاقة لها بالسياسة أو العنف، ولذلك استخدامه لهما جاء بعد أنّ أطمأن لوجود الأتباع حول التنظيم بعد 10 سنوات من النشأة.وأضاف "أديب" في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنّ الفكرة التي طرحها المؤسس الأول حسن البنا، لم تكن فكرة دينية أو دعوية ولكن خالطها التأسيس النظري والعملي للعنف، حيث قال في رسالة التعاليم: "سوف نستخدم العنف حين لا يجدي غيره"، وهنا قرر لاتباعه استخدام العنف وأنشأ ذراعه العسكري، الذي قتل رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها آنذاك، محمود فهمي النقراشي، كما أنه اغتال القضاة والمدنين وكل خصوم التنظيم.وذكر: "مات المؤسس الأول للتنظيم دون أنّ يقوم بحل الذراع العسكري للجماعة، بل أحياه الإخوان عندما أنشئوا الميلشيات المسلحة بعد العام 2013، منها على سبيل المثال، حركة سواعد مصر.. حسم ولواء الثورة والمقاومة الشعبية وحركة ضنك وولع وغيرها من الميلشيات التي خرجت من رحم التنظيم".ولفت إلى أنّ كل الجماعات المتطرفة التي مارست العنف في مصر والمنطقة العربية إما أنها خرجت من رحم الإخوان أو رضعت من ثديها، وهنا نجحت الجماعة في تأصيل العنف وتنظيره، بل ونقله من مجرد فكرة إلى الممارسة العملية.وهنا يمكن القول والكلام هنا لــ "أديب"، إن سيد قطب، منظر العنف الأول في العصر الحديث كان عضوًا في مكتب إرشاد الجماعة وتولى قسم التربية، فقد كان مسئولا على وضع المناهج التربوية التي كانت تًدرس للنشء ولكل أفراد صف الإخوان.وقال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إنّ الإخوان أنشئوا جيش إسلامي وفق ما جاء في أدبياتهم، وهذا ما ذكره محمود الصباغ، أحد قادة النظام الخاص في العام 1986 من خلال كتاب له بعنوان، حقيقة التظام الخاص ودورة في دعوة الإخوان المسلمين.وفي هذا السياق تسأل أديب قائلًا، ما معنى الجيش الإسلامي في دولة لها جيش؟ وما هو أصل وصف الجيش بالإسلامي، ثم أجاب قائلًا، إنّ ما طرحه الإخوان مجرد شعارات الغرض الأساسي منها تبرير العنف بعد استخدامه.وختم الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي حديثه قائلًا،: مسار حركة العنف بدأ مع تأصيل حركة الإخوان المسلمين وتنظير سيد قطب، أحد قياداتها الفكرية والتنظيمية حتى باتت الجماعة الحصن الحصين للعنف وبات سيد قطب، منظرها الأول على الأقل في العصر الحديث، ولم تقتصر الجماعة على مجرد التنظير ولا طرح أفكار العنف على المستوى الفكري بل ذهبت لأبعد من ذلك حيث أصلّت أفكار وانتقلت معها من مربع التنظير الفكري إلى التطبيق العملي.