تستعد الولايات المتحدة بكل أجهزتها لحفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إذ تستعد المؤسسات لتأمين انتقال سلس وسلمي للسلطة بين إدارة الرئيس وبايدن، وإدارة ترامب العائدة للبيت الأبيض.وعلى الجهة المقابلة، جمع دونالد ترامب أكثر من 170 مليون دولار لتمويل حفل تنصيبه المقرر يوم 20 يناير الجاري، ويعد مبلغ الميزانية قياسيا وغير مسبوق في التاريخ الأمريكي.ووفقا لوكالة "أسوشيتدبرس"الأمريكية، فقد أبدى كبار المديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا والمتبرعون الرئيسيون استعدادهم لتقديم مساهمات مالية كبيرة لدعم تمويل هذا الحدث، وسط ترجيح بأن يصل حجم التمويل حفل تنصيب ترامب لأكثر من 200 مليون دولار بحلول نهاية الحملة.وتعوّد ترامب على تحطيم الأرقام القياسية في حجم تبرعات حفلات التنصيب، حيث جمع خلال تنصيبه الأول عام 2016 قرابة 107 ملايين دولار.-ترامب يتخطى التقاليد: تمويل انتقال السلطة من جيوب المتبرعين فقطوفي السياق ذاته، قالت صحيفة "بولتيكو" أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتخذ خطوة غير مألوفة في عملية انتقال السلطة الرئاسية، حيث أصبح أول رئيس منذ عقود يرفض التمويل الفيدرالي المخصص للانتقال، بدلاً من ذلك، يعتمد بالكامل على التبرعات الخاصة لتغطية التكاليف.وتعد عمليات انتقال السلطة مرحلة مكلفة لكنها حيوية لبناء حكومة جديدة وضمان استمرارية العمل، فمن الفحوص الأمنية، إلى توفير المساحات المكتبية، وصولا للاعتماد على مئات الموظفين الذين يضعون السياسات ويدققون في سجلات المرشحين للمناصب، عادةً ما يتم تمويل كل ذلك من خلال مزيج من الأموال الفيدرالية والتبرعات الخاصة.ترامب يتجنب الشفافية: تمويل الانتقال الرئاسي بلا قيود يكشف عن جدل جديدواعتبر تقرير"بولتيكو" أن ترامب وبرفضه التمويل الفيدرالي، يتجنب الالتزام بالكشف عن تفاصيل أساسية مثل أسماء المتبرعين ومبالغ التبرعات، وبدون هذه القواعد، لا توجد أيضًا حدود لحجم المساهمات.وتؤكد منظمات حكومية أن الاعتماد الكبير على التمويل الخاص وقلة الشفافية يفتحان المجال أمام احتمالات تأثير المتبرعين على السياسات.- ليست منح مجانيةولا يعد دعم رجال الأعمال لدونالد ترامب من صور المنح المجانية، حيث يحكمها مصالح ومنافع مفترض أن تعود على هؤلاء الداعمين مع تولي ترامب مواليد الحكم بشكل رسمي.وبدأ الأمر مبكرا، فمع إعلان فوز دونالد ترامب رسميًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، كان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، وأحد أغنى رجال الأعمال في العالم، حاضراً بالفعل في المشهد السياسي، حيث نشر صورة مركبة له داخل المكتب البيضاوي وهو يحمل حوضًا، مع تعليق ساخر "اتركه يستوعب الأمر" (Let that sink in)، مما أشار إلى ثقته الكبيرة في فوز ترامب ودوره المؤثر في تلك العودة إلى البيت الأبيض، وفقا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.-الدعم المؤثر لماسك وانعكاساته الماليةوبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ماسك الذي تقدر ثروته بحوالي 264 مليار دولار، لم يكتف فقط بدعمه اللفظي لترامب، بل قدم مساهمات مالية كبيرة لحملته الانتخابية، تجاوزت الـ100 مليون دولار عبر صندوق دعم سياسي يعرف باسم "سوبر باك"Super Pac، وقد لاقى هذا الدعم إشادة مباشرة من ترامب في خطاب الفوز، حيث وصف ماسك بأنه من "عباقرة العصر"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى حماية مثل هذه العقول البارزة.