ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة وكانت في طريقها لتحقيق ثالث أسبوع على التوالي من المكاسب مع تركيز المتداولين على الاضطرابات المحتملة في الإمدادات بسبب العقوبات بينما من المتوقع أن تؤدي الظروف الجليدية في أجزاء من الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة الطلب على الوقود.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.57 دولار أو 2.04% إلى 78.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 0945 بتوقيت جرينتش. وتقدمت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.51 دولار أو 2.04% أيضا إلى 75.43 دولار.

وعلى مدى الأسابيع الثلاثة حتى 10 يناير، ارتفع خام برنت بأكثر من 7.5% بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 8.5%.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك: "هناك العديد من العوامل اليوم. على المدى القصير، الطقس بارد جدًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما يدفع الطلب على الوقود. وعلى المدى الأطول، تركز السوق على احتمال فرض عقوبات إضافية، وخاصة ضد إيران".

ويتوقع مكتب الأرصاد الجوية الأمريكي أن تشهد الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد درجات حرارة أقل من المتوسط. كما تعرضت العديد من المناطق في أوروبا لبرد شديد ومن المرجح أن تستمر في تجربة بداية أكثر برودة من المعتاد لهذا العام، وهو ما يتوقع محللو جي بي مورجان أن يعزز الطلب.

وقالوا في مذكرة يوم الجمعة "نتوقع زيادة كبيرة على أساس سنوي في الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2025، مدعومًا في المقام الأول بالطلب على زيت التدفئة والكيروسين والغاز البترولي المسال".

وقبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، تتزايد التوقعات بشأن الاضطرابات المحتملة في الإمدادات بسبب العقوبات الأكثر صرامة ضد إيران وروسيا بينما تظل مخزونات النفط منخفضة.

وقد يتحقق هذا حتى في وقت سابق، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عقوبات جديدة تستهدف الاقتصاد الروسي قبل تولي ترامب منصبه. وكان الهدف الرئيسي للعقوبات حتى الآن صناعة النفط الروسية.

وفي الوقت نفسه، وصل القسط على عقد برنت الشهري الأول على عقد الستة أشهر إلى أوسع نطاق له منذ أغسطس/آب هذا الأسبوع، مما يشير إلى نقص العرض في وقت الطلب المتزايد.

وقال هانسن من ساكسو بنك إن مخاوف التضخم تعمل أيضًا على تعزيز أسعار النفط الخام. ويشعر المستثمرون بقلق متزايد بشأن التعريفات الجمركية التي يخطط لها ترامب، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. ومن بين التجارة الشائعة للتحوط ضد ارتفاع أسعار المستهلك شراء العقود الآجلة للنفط.

وارتفعت أسعار النفط على الرغم من ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي لمدة ستة أسابيع متتالية، مما جعل النفط الخام أكثر تكلفة خارج الولايات المتحدة.

وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار النفط مع تزايد الآمال في زيادة الطلب بسبب الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا. وقالوا، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، لتعوض الجزء الأكبر من خسائرها هذا الأسبوع، حيث دفع الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا الآمال في زيادة الطلب على وقود التدفئة.

كما كانت الأسواق تترقب أي علامات أخرى على التحفيز الصيني، بعد أن جاءت بيانات التضخم من البلاد مخيبة للآمال إلى حد كبير لشهر ديسمبر. ومن المتوقع أن تزيد بكين من الإنفاق المالي في عام 2025 لإنقاذ الاقتصاد الصيني من الركود المطول.

وتسببت الدوامة القطبية المستمرة في طقس بارد في العديد من مناطق الولايات المتحدة وأوروبا، مع عواصف ثلجية اجتاحت وسط الولايات المتحدة. أدى هذا إلى زيادة الرهانات على أن الطلب على وقود التدفئة في المناطق سيزداد ويؤثر على ارتفاع الطلب على الخام.

لكن من المتوقع أيضًا أن يؤدي الطقس البارد إلى تعطيل السفر في نصف الكرة الشمالي. أظهرت البيانات الأخيرة سلسلة من التراكمات القوية في مخزونات المنتجات النفطية الأمريكية، مما يشير إلى أن الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم ظل ضعيفًا.

كما كانت الأسواق تترقب المزيد من الإشارات بشأن التحفيز في الصين، حيث أظهرت بيانات التضخم الأخيرة تحسنًا طفيفًا في الاقتصاد. ومن المتوقع أيضًا أن تساعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في فبراير في تحفيز زيادة الطلب على السفر في البلاد.

لكن قوة أسعار النفط كانت محدودة بالدولار القوي، حيث اتجهت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى أداء أسبوعي خافت. وارتفع الدولار بشكل حاد هذا الأسبوع، ليعود إلى ذروة أكثر من عامين حيث شهدت الإشارات المتشددة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي استعداد المتداولين لتباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

يتركز التركيز الآن بشكل مباشر على بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر ديسمبر، المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الجمعة، لمزيد من الإشارات بشأن الأسعار.

كما شوهد صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي وهم يعبرون عن بعض الحذر بشأن السياسات الحمائية والتوسعية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي قد تدعم التضخم في الأمد البعيد. ويضغط الدولار القوي على الطلب على النفط الخام من خلال جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الدوليين.