عاصمة المفاوضات ومدخل الغزاة.. ماذا تعرف عن بلدة الناقورة اللبنانية؟
منذ 1 يوم (07-01-2025 08:37:20) (سياسة)
تتميز بلدة الناقورة اللبنانية بجمال طبيعي يأخذ عين من يراها، فهي تتميز بشواطئها الصخرية المنحدرة على الشواطئ الصافية، كما تزين جبالها بالعديد من غابات الصنوبر والأنهار الصغيرة والكهوف عجيبة التكوين.لكن يختبئ وراء جمال وسحر تلك البلدة، تاريخا من المعارك شهدتها أرضها التي كانت مطمعا للغزاة، نظرا لموقعها الاستراتيجي بين لبنان وفلسطين، إذ تعيش البلدة أحدث فصول تلك المعارك بانسحاب إسرائيل من أراضيها، بعد احتلال دام أسابيع خلال معارك طوفان الأقصى، لتصبح الناقورة أولى البلدات اللبنانية الجنوبية المتحررة من قبضة الاحتلال.وتسرد جريدة الشروق أهم المحطات التاريخية لبلدة الناقورة الاستراتيجية وما شهدته من أحداث، بحسب معلومات منقولة عن DW الألمانية، والاندبندنت، وصحيفة القدس العربية.-جذورها في عمق التاريختأسست بلدة الناقورة في العصور الوسطى، ولكن التواجد البشري في تلك المنطقة قديم لدرجة وجود آثار فيها عائدة للعصر الحجري، كما تحولت البلدة لاحقا لمحطة تجارية هامة لوقوعها تقريبا في منتصف الطريق الساحلي بين مصر والكنعانيين في بلاد الشام.-مدخل الغزاةيعتبر الإسكندر الأكبر من أشهر الغزاة الذين دخلوا الناقورة، وقد اكتسبت البلدة اسمها من الإسكندر، وذلك حين استعصت عليه جبال البلدة العنيدة في طريقه نحو فلسطين، فأمر بنقرها وحفر مغارات للعبور نحو فلسطين، وكان هو سبب تسميتها بالناقورة.عاشت الناقورة عقودا من التقلب بين الكنعانيين والفرس والروم ثم الحكم الإسلامي الذي بقيت تحت ظله قرونا حتى غزاها الصليبيون في طريقهم نحو عكة الفلسطينية والقدس الشريف، ليقيم الصليبيون قلعة شهيرة بذلك الموقع الاستراتيجي تعرف حاليا ببرج الناقورة.لم تلبث الناقورة أن عادت للحكم الإسلامي في عهد المماليك الذين أخلوا الشام من آخر فلول الصليبيين لتبقى قرونا بين المماليك والعثمانيين قبل أن تعود لها كوابيس الاحتلال المعتادة.وكانت الناقورة مدخل الغزو البريطاني لبلاد الشام والذي كان يقصد احتلال فلسطين، تمهيدا لإقامة دولة الاحتلال الاسرائيلي، فكانت السيطرة على الناقورة وبناء خط سكك حديدية تصلها بفلسطين لتسهيل إمداد القوات البريطانية هناك.نالت لبنان استقلالها ومعها الناقورة بعد عقود من الاستعمار الفرنسي لكامل للبنان والبريطاني أيضا، ولكن الناقورة لم تلبث حتى غزتها العصابات الصهيونية خلال حرب 1948 لتحتل عدة قرى في محيطها.-عاصمة المفاوضاتوأكسب الموقع الاستراتيجي الناقورة دورا مشهودا في سائر المفاوضات، وكان أولاها مفاوضات 1949 بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ولبنان لإيقاف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي، واستمرت الناقورة في استضافة المفاوضات خلال حرب 1982 وحرب 2006، وكانت آخر المفاوضات على أرضها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المثيرة للجدل عام 2020.-منطلق المقاومةواستفادت المقاومة سواء الفلسطينية أو اللبنانية من موقع الناقورة المتميز بإطلالة جيدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وبمسافة قريبة من مدن استراتيجية مثل عكة تسهل استهدافها بالرشقات الصاروخية، لذلك كانت الناقورة منطلقا لعمليات الفدائيين الفلسطينيين خلال الثمانينيات، وموقع مناسب للعمليات البحرية، واستمرت في دورها مع حزب الله في أشهر عمليات الرشقات الصاروخية على عكة وحيفا المحتلتين