نمو الشركات الأجنبية في المملكة 23٪
منذ 2 يوم (06-01-2025 09:07:24) (سياسة)تشهد المملكة تحولات اقتصادية واجتماعية هائلة في إطار رؤية 2030، التي أطلقتها القيادة الحكيمة لتكون خارطة طريق لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة. تسعى هذه الرؤية إلى تحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومزدهر، يعتمد على الابتكار، والاستثمار في الإنسان، واستغلال الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة. يتجلى هذا الطموح من خلال سلسلة من المشاريع الكبرى والإصلاحات الهيكلية التي تمس مختلف القطاعات الاقتصادية والمناطق الجغرافية في البلاد.
تمثل جهود المملكة لاستقطاب الاستثمارات المحلية والدولية، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين البنية التحتية دعائم أساسية لهذه الرؤية الطموحة. وتكمن أهمية هذه الجهود في دورها في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز جودة الحياة، وترسيخ مكانة المملكة كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الإنجازات والمبادرات التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة، مع التركيز على الفرص الاستثمارية في المناطق الواعدة، ودعم ريادة الأعمال، والتطورات الهامة في البنية التحتية.
استثمار الميزات النسبية في المناطق
برزت منطقتا حائل والباحة كنماذج واعدة لاستثمار الميزات النسبية الفريدة التي تتمتعان بها، في إطار السعي لجذب الاستثمار وتنمية القطاعات المختلفة. ففي حائل، أطلق وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي دعوة مفتوحة لمجتمع الأعمال للاستفادة من الموقع الجغرافي المميز للمنطقة ومقوماتها الطبيعية والتراثية. جاءت هذه الدعوة خلال زيارة الوزير إلى المنطقة، حيث اجتمع برجال وسيدات الأعمال لمناقشة التحديات والفرص الاستثمارية، مع تسليط الضوء على القطاعات الواعدة مثل النقل، الإنشاءات، والخدمات السكنية. شهدت المنطقة نمواً في السجلات التجارية بنسبة 27.9% خلال السنوات الخمس الماضية، مع تنامٍ كبير في قطاعات النقل والأنشطة الإدارية.
أما في الباحة، فتحدث الوزير عن الإمكانيات المميزة للمنطقة التي تتمتع بتنوع جغرافي بين الجبال والسهول والوديان، فضلاً عن قربها من مكة المكرمة وثرائها بالمنتجات الزراعية مثل العسل والرمان والمانجو. اجتمع الوزير مع المستثمرين ورجال الأعمال في المنطقة، مشددًا على أهمية تذليل العقبات التي تواجه المشاريع الاستثمارية. أظهرت الباحة نمواً بنسبة 8.5% في السجلات التجارية خلال السنوات الخمس الماضية، مع التركيز على قطاع المقاولات كمجال رئيسي للنمو.
تطوير البنية التحتية: قطار الرياض نموذجًا
تعتبر مشاريع البنية التحتية الكبرى أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة. ويعد مشروع "قطار الرياض" أحد أبرز هذه المشاريع، حيث يمثل العمود الفقري لشبكة النقل العام في العاصمة. يمتد القطار عبر ستة مسارات تغطي 176 كيلومترًا، ويمثل نقلة نوعية في تحسين جودة الحياة وتعزيز حركة التجارة في المدينة.
يساهم هذا المشروع الضخم في تحسين التنافسية العالمية للرياض، خاصة مع استضافتها لأحداث عالمية مثل كأس العالم 2034. يعزز القطار من كفاءة النقل الحضري ويحفز الاقتصاد المحلي، مما يجعل العاصمة وجهة مثالية للاستثمار والعمل.
ريادة الأعمال ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة
في مجال دعم ريادة الأعمال، شهد ملتقى "بيبان 24" نجاحًا لافتًا، حيث بلغت حصيلة الاتفاقيات والإطلاقات خلال الفعالية 35.4 مليار ريال. استقطب الحدث أكثر من 182 ألف زائر، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا من مختلف أنحاء العالم. يأتي هذا النجاح ضمن الجهود الحكومية لتعزيز بيئة الأعمال وتمكين الشركات الناشئة والصغيرة، باعتبارها أحد محركات الاقتصاد المستقبلي.
شهدت المملكة أيضًا نمواً كبيراً في السجلات التجارية للشركات بنسبة 68% منذ بداية تطبيق نظام الشركات الجديد في يناير 2023. يهدف هذا النظام إلى تبسيط إجراءات التأسيس، تعزيز الشفافية، وتحفيز الشركات على الاستثمار في مختلف القطاعات. كما ساهمت الإجراءات الإلكترونية في تسريع تأسيس الشركات، حيث يمكن الآن إنهاء الإجراءات في غضون 30 دقيقة فقط.
استقطاب الشركات الأجنبية والخليجية
حققت المملكة إنجازات كبيرة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية والخليجية، حيث سجلت الشركات الأجنبية نمواً بنسبة 23%، وتركزت أنشطتها في قطاعات التشييد، الصناعات التحويلية، والخدمات الإدارية. وفي الوقت ذاته، شهدت الشركات الخليجية نمواً بنسبة 39%، مع بروز قطاعات النقل والخدمات اللوجستية كأحد المحركات الأساسية لهذا النمو.
تأتي هذه الإنجازات نتيجة للإصلاحات التي تبنتها المملكة لتسهيل بيئة الأعمال، بما في ذلك التشريعات الحديثة والإجراءات الإلكترونية التي تسهل تأسيس الشركات وتشجع الاستثمار الأجنبي.
الفعاليات الدولية وتعزيز التنافسية
فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 يمثل محطة هامة في مسيرتها نحو تعزيز مكانتها العالمية. يعكس هذا الإنجاز قدرة المملكة على تنظيم أحداث عالمية كبرى، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة استثمارية وسياحية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع جهود مستمرة لتحسين جودة البيانات، تعزيز الابتكار، ودعم التحول الرقمي.
مستقبل مشرق
تواصل المملكة جهودها لتحقيق تحول اقتصادي شامل، مستفيدة من مواردها الطبيعية والبشرية، ومواكبة للتطورات العالمية في التكنولوجيا والابتكار. مع زيادة الفرص الاستثمارية وتطوير البنية التحتية ودعم ريادة الأعمال، تتجه السعودية بثقة نحو تحقيق مستقبل اقتصادي واعد ومستدام، يجسد شعارها "معاً ننمو".