التحليل الرياضي له قواعده وخطواته الموضوعية، فليس كل من هب ودب مؤهل لهذا التحليل سواء كان رياضياً سابقاً أو لديه خلفية رياضية يملك الإيجابية في هذا التحليل، وتعودنا أن نشاهد ونسمع في بعض القنوات الرياضية أو عبر الأثير بعد نهاية المباريات، أخذ وعطاء حول اللاعبين لكلا الفريقين، منهم من يخطئ ومنهم من يصيب.

السؤال هنا في هذا المقام هل هذا التحليل مجدٍ؟ أعتقد أن هذا يحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة هذه التحاليل، فالمباريات انتهت بخيرها وشرها، فلماذا الرجوع إلى الوراء وتحليل ما حصل على هذا المستطيل الأخضر من أخطاء بين اللاعبين؟

بعض المحللين غير مؤهل وليس لديه الخبرة والدراية المكانية أن يقول رأيه في ما انتهت إليه المباريات، فهذا المحلل يقول إن ضربة الجزاء الذي حسبها حكم الساحة غير صحيحة، والبعض الآخر يقول إن هذا التسلسل غير صحيح أو العكس، وآخر يقول هذا اللاعب يستحق البطاقة الصفراء، وآخر يقول هذا اللاعب يستحق البطاقة الحمراء، وهكذا تسير القافلة، كل يدلي بدلوه كل هذه الآراء ووجهات النظر، أقوال طارت بها الرياح ولن يتغير شيء، لن تعاد ضربة الجزاء إذا كانت غير صحيحة ولم يحسب ويوافق الحكم على التسلل أو خلافه، ولن يولد هذا التحليل أو يغير شيئًا من مجريات المباريات، كل شيء انتهى، واعتمد رأي الحكم فهو الفاصل في هذا، إنما في هذا التحليل قد تحصل مشادة بين هؤلاء المحللين، وقد يخرج البعض منهم من آداب وقوانين التحليل، وقد يعرض زميله بألفاظ غير أخلاقية وخارجة عن الروح الرياضية، وقد يمتد الخلاف بين بعض هؤلاء المحللين إلى أقوال قد يكون فيها شد وأوصاف خارج الصندوق الرياضي المؤدب، إضافة إلى ذلك قد يولد هذا التحليل التعصب الرياضي وقد ينتقل إلى الجمهور الرياضي ويتأثر وينساق مع بعض الآراء سلباً أو إيجاباً، ويردد أن المحلل الرياضي فلان من الناس قد قال كذا وكذا، وتنتقل العدوى إلى جمهور الفريقين، ومن هذا تتوالد المشاحنات والتعصبات بين هذا الجمهور، لذا أرى أن التحليل الرياضي غير مجدٍ بعد نهاية المباريات، ولكن قبل المباريات وبين الشوطين قد يكون مقبولاً.

*رياضي سابق - عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مندل عبدالله القباع - الرياض*