الأردن في 2024: عام الإنجازات وبصمة الثلاثي اللامع
منذ 16 ساعة (27-12-2024 12:09:02) (رياضة)
ؤ، واصفًا إياه بعام الإنجازات.ونشر «فيفا» تقريرًا عن منتخب الأردن عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، أكد من خلاله أن عام 2024 سيبقى محطة لا تنسى في مسيرة كرة القدم الأردنية، بعدما شهد إنجازات استثنائية لمنتخب النشامي الذي أعاد رسم ملامح التميز بعد سنوات من التحديات وخيبات الأمل.وكشف فيفا أن منتخب الأردن أثبت وجوده كقوة جديدة على الساحة الآسيوية، ليصبح منافسا شرسا يخشاه الجميع.وكتب «فيفا»: «سيبقى عام 2024 محطة لا تُنسى في مسيرة كرة القدم الأردنية، حيث شهد إنجازات استثنائية لمنتخب النشامى الذي أعاد رسم ملامح التميز بعد سنوات من التحديات وخيبات الأمل. تمكن الأردن من إثبات وجوده كقوة جديدة على الساحة الآسيوية، ليصبح منافسًا شرسًا يخشاه الجميع».وأضاف التقرير: «تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، انطلق المشوار بمسار غامض وغير مستقر، لكنه سرعان ما تحول إلى قصة نجاح مُلهمة.. كان الوصول إلى نهائي كأس آسيا الإنجاز الأبرز، أعقبه التأهل إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026.. ما بدأ كمشهد شطرنجي عشوائي ومبعثر، انتهى بلوحة إبداعية متقنة، حيث وُضعت كل قطعة في مكانها المثالي لتعكس الصلابة والتميّز».وتابع: «أصبح العمل الجماعي العنوان الأبرز للنشامى هذا العام، حيث برزت روح الفريق الواحد كعامل رئيسي في تحقيق الإنجازات، كان الأداء مبنيًا على تلاحم جميع اللاعبين، لكن الثلاثي الهجومي المميز موسى التعمري، يزن النعيمات، وعلي علوان خطفوا الأضواء بفضل أدائهم الاستثنائي وتأثيرهم الحاسم. انسجامهم داخل وخارج الملعب منح الأردن طابعًا هجوميًا فريدًا، حيث جسدوا وحدة لا تُكسر في أصعب اللحظات».وأوضح: «لم تكن بداية المدرب الحسين عموتة مع المنتخب الأردني في يونيو 2023 سهلة على الإطلاق؛ بل كانت أشبه بكابوس يلاحق الجماهير الأردنية المتعطشة للنجاح، أربع هزائم وتعادلان وانتصار وحيد في سلسلة المباريات الودية التي كان من المفترض أن تجهّز الفريق للاستحقاقات الرسمية، لكنها تركت الجماهير في حالة من الصدمة والإحباط».وواصل: «بدا الفريق وكأنه أشلاء منظومة عشوائية، وظهرت هشاشته بشكل صارخ في الهزيمة القاسية 6-0 أمام النرويج، تلتها خسارة أخرى أمام أذربيجان 2-1، ثم سقوط أمام إيران 3-1. وحتى في المباريات التي لم يخسر فيها الفريق، مثل التعادل مع العراق، كانت النهاية درامية بخسارة بركلات الترجيح بنتيجة 7-5، لتتراكم خيبات الأمل واحدة تلو الأخرى».وأردف: «وعندما ظن الجميع أن الوضع لا يمكن أن يسوء أكثر، جاءت بداية تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 لتعمّق الجراح.. تعادل مخيب مع طاجيكستان 1-1، ثم خسارة في عقر الدار أمام السعودية 2-0 أواخر عام 2023، لتترك الجماهير الأردنية في حالة من الحيرة واليأس.. ومع ذلك، حمل عام 2024 بارقة أمل بفوز متواضع على قطر بنتيجة 2-1 في مباراة ودية، ما أعاد قليلًا من الإيمان بقدرة الفريق على النهوض. لكن هذا الأمل لم يدم طويلًا، إذ تلقى الفريق صفعة قوية من اليابان بخسارة ثقيلة 6-1، لتعود المشاعر السلبية وتسيطر من جديد على المشهد».واستمر: «ثم انطلقت كأس آسيا 2023، وهنا تغير كل شيء. انتصار ساحق 4-0 في المباراة الأولى ضد ماليزيا وضع الأردن في موقف مريح جدًا، قبل أن يضمن التأهل إلى دور 16 بتعادل مع جمهورية كوريا 2-2 في مباراة مثيرة. ورغم الهزيمة من البحرين 1-0 في الجولة الأخيرة، والتي أجرى فيها الحسين عموتة العديد من التغييرات لإراحة اللاعبين الأساسيين، إلا أن هذا لم يقف حاجزًا في طريق الوصول إلى الدور التالي».واسترسل: «في دور الـ16 ضد العراق، ظهر لاعبو منتخب النشامى بشخصية بطولية، وبهدف عكسي حمل توقيع هانونوف، استطاع رجال الحسين عموتة تخطي طاجيكستان والتأهل لنصف النهائي لملاقاة العملاق الكوري الجنوبي للمرة الثانية.. وهذه المرة لم يكتفِ النشامى بالتعادل، بل صدموا خصمهم بفوز مستحق بنتيجة 2-0 وبتألق لافت من موسى التعمري ويزن النعيمات اللذين وقّعا على الهدفين. لم تسر الأمور في النهائي بالطريقة التي تمنوها الأردنيون، حيث خسروا أمام قطر 3-1، لكن اللاعبين خرجوا من ملعب لوسيل بأكبر إنجاز يتم تحقيقه في تاريخ البلاد على الصعيد الكروي».الأردن يعيش حلم الوصول التاريخي لكأس العالموأوضح: «لم يواجه منتخب الأردن صعوبة في الصعود للمرحلة التالية في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم رغم بدايته المتعثرة، بل أنه تصدر مجموعته متفوقًا على المنتخب السعودي بفارق الأهداف. بعد هذه الإنجازات الرائعة، رحل المدرب المغربي عموتة وأتى ليخلفه مواطنه جمال السلامي الذي يُعلق عليه آمال كبيرة في العام القادم».وأضاف: «في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم مع المدرب الجديد، حصد الفريق تسع نقاط من ست مباريات في مجموعة تضم جمهورية كوريا، العراق، عُمان، الكويت وفلسطين. ويحتل الأردن المركز الثالث بفارق نقطتين عن أسود الرافدين الذين يحتلون المركز الثاني».وأكمل: «الجميع في الأردن يعيش على وقع حلم التأهل إلى النهائيات العالمية للمرة الأولى في التاريخ.. مع تبقي أربع مباريات حاسمة، يجد النشامى أنفسهم أمام تحدٍ كبير لتجاوز منافسهم العراقي وخطف البطاقة الثانية المؤهلة، في وقت باتت فيه جمهورية كوريا على أعتاب حسم البطاقة الأولى. الرغبة ملتهبة، والطموح يتصاعد مع كل خطوة نحو تحقيق هذا الإنجاز التاريخي».تطور المنتخب الأردني في عام 2024 ينعكس بوضوح على قفزاته في تصنيف فيفا العالمي، وفي الشهر الأخير من عام 2023، كان منتخب النشامى في المركز 87، وبعد شهرين فقط اللذان تم خوض فيهما بطولة كأس آسيا، قفز إلى المركز 70، واستمر هذا التطور إلى اليوم، الذي يحتل فيه الأردن المركز 64 عالميًا والعاشر آسيويًا.في التوقف الدولي القادم خلال شهر مارس 2025، سيستضيف منتخب الأردن جاره الفلسطيني ضمن إطار الجولة السابعة من الدور الثالث في تصفيات كأس العالم 2026، وبعد خمسة أيام، سيسافر إلى سيول لمواجهة جمهورية كوريا. وسيعود الفريق في نافذة يونيو لخوض آخر جولتين في المجموعة عندما يحل ضيفًا على عُمان ثم يستضيف منافسه المباشر العراق في مواجهة قد تكون مصيرية بالنسبة لإحدى بطاقتي التأهل المباشرتين لكأس العالم.